الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من كتب تقربني إلى الله وتعرفني عليه تنصحونني بها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا زنايب، من العراق، وبعمر٢٠ سنة، طالبة، أريد أن أسألكم عن أفضل كتب تقربني وتعرفني على الله سبحانه وتعالى والأنبياء عليهم السلام، هل لديكم أسماء كتب جيدة تنصحوني بها؟

إذا أردت أن أكون صالحة هل يجب أن أعرف عن الملكوت والكون أو عن آدم عليه السلام والأنبياء والرسل جميعاً عليهم السلام، وأن أعرف عن قصص الأنبياء، وعن السنة النبوية، والحديث القدسي، وعن رب العالمين؟ وكيف ذلك؟

هل ذلك ضروري لكوني مسلمة أن أستمر بقراءة الأذكار والمعوذات والأدعية اليومية وفضائل شهر رجب وشعبان ورمضان؟ هل ذلك واجب لكوني مسلمة؟ وهل يجب أن أبحث عن الدين الصحيح ليس الدين الذي وجدت عليه آبائي وأجدادي أم أن هذا هو الدين الحق؟

حقاً لدي وسواس أني قد لا أدخل الجنة أو أموت بأبشع طريقة، أو لا تقبل توبتي، أو أكون من الخاسرين النادمين!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زنايب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك مجددًا في استشارات إسلام ويب.

أولاً: لا شك ولا ريب - أيتها البنت العزيزة - أن تعلُّم الدّين ومعرفة فرائض الله تعالى على الإنسان المسلم أمرٌ فرضه الله تعالى على الإنسان، فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)، والمقصود بالعلم هنا العلم الواجب الذي تصح معه العقيدة الإسلامية وتصح معه العبادات المفروضة، فهذا القدر من التعلُّم واجبٌ على كل مسلمٍ ومسلمة.

ثانيًا: لا شك ولا ريب أن الطريق الوحيد للوصول إلى محبة الله تعالى هي اتباع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله في كتابه الكريم: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يُحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}، ولا طريق إلى الجنّة إلَّا باتباع الرسول الكريم واتباع سُنّته بعد موته صلى الله عليه وسلم.

من كان حريصًا على النجاة من عذاب الله تعالى والوصول إلى دار كرامته ورضوانه فعليه أن يتمسّك بسنّة هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهذه السُّنّة نقلها إلينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونقلها بعدهم الأئمة الثقات الصالحون، وكتُب الحديث النبوي نقلت إلينا تفاصيل هذا الدين، ولكن هذه الكتب متفاوتة في حجمها، وقد يعسر على الطالب أو الطالبة في مبدأ الطريق أن يتعامل معها ويصل إلى حاجته منها.

لهذا فننصحك - أيتها البنت العزيزة - بقراءة الكتب المُسهّلة المُيسّرة في معرفة العقيدة الصحيحة التي تأتي بها آيات الله تعالى وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذه الكتب منتشرة على مواقع الإنترنت، وهي كثيرة ولله الحمد، ومن الكتب التي ننصحك بقراءتها كتابٌ لطيفٌ صغير في الحجم اسمه (أعلام السُّنّة المنشورة)، وهو كتاب ملخص في سؤال وجواب، يتكلّم عن أهم الأسئلة التي يحتاجها الإنسان المسلم في عقيدته، وهو مكوّن من مائتي سؤال، فهذا كتابٌ سهلٌ يسيرٌ بسيطٌ.

من الكتب السهلة أيضًا ولكنّه أوسع قليلاً كتاب (العقيدة الإسلامية) للدكتور عمر الأشقر، وهو كتاب أوسع قليلاً من السابق، ولكنّه سهلٌ أيضًا في العبارة، يمكن للإنسان أن يقرأه وهو يتحدث عن أركان الإيمان الستّة: الإيمان بالله، والإيمان بالملائكة، والكتب، والإيمان بالرسل، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر.

هذا أهم ما نوصيك به في سؤالك الأول، أمَّا باقي الأسئلة فيمكنك أن تسألي عنها سؤالاً سؤالاً لضيق المجال عن الإجابة عنها جميعًا.

وفقك الله تعالى لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً