الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستعد طاقتي من جديد بعد الوهن الذي أشعر به؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وبجهودكم.

معاناتي بدأت قبل أكثر من ثلاثة أشهر، حيث بدأت أشعر بفقدان الطاقة ودوخة وتعب وفقدان التوازن عند المشي أو التحدث أو أي مجهود.

أشعر كذلك بتعب وشد حتى عند التحدث إلى الآخرين، وتزداد عندما أقوم بالتحدث وأنا أمشي في نفس اللحظة، لكن الملاحظ أن الأعراض تزيد عن المشي البطيء وتتحسن عند المشي السريع.

زرت خلال هذه المدة العديد من الأطباء بداية من طبيب الأسرة الذي قام بجميع تحاليل الدم اللازمة، ووظائف الكبد والكلية وفيتامين د، وأظهرت كل النتائج نقصا في فيتامين د، وأكملت منذ أيام الجرعة الكاملة للفيتامين، ذهبت أيضاً لدكتور أنف وأذن وحنجرة، وعمل الفحوصات وقال لي كل شيء سليم، علما بأني تناولت betaserc لمدة أسبوعين بدون طلب الطبيب، ولم أشعر بأي تحسن، بعد ذلك ذهبت إلى دكتور مخ وأعصاب، وقال لي أنت فقط متوتر وقلق.

وذهبت إلى دكتور مخ وأعصاب آخر، فقال لي بعد الفحوصات: كل شيء سليم، أنت متوتر وقلق، لكن قال لي لنقم بعمل اختبار BAER للاطمئنان أكثر، وعملته عن طريق السماعات، وكانت كل النتائج طيبة ولله الحمد، بعد ذلك توجهت لدكتور باطني، فقال لي: أنت موضوعك قلق ليس أكثر، لكن للاطمئنان قم بعمل MRI للدماغ، وعملته بالصبغة، ولله الحمد النتائج سليمة.

بعد ذلك عدت إليه، وأعطاني ريميرون 30 غراما و CO Q10، والآن آخذه للأسبوع الثالث، وليس هناك من تحسن ملحوظ باستثناء النوم، فقد أصبحت أنام بشكل أفضل.

أتمنى منكم مساعدتي، فقد أصبح يؤثر سلبا على حياتي، علما بأني مضغوط بالعمل.

وشكراً جزيلاً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، أخي أنا اطلعت على رسالتك هذه بكل تفصيلها، كم أني اطلعت رسالتك التي رقمها 2364803 والتي أجاب عليها الدكتور محمد مازن في شهر فبراير 2018.

أنا أعتقد أنك قد انتهجت المنهج الطبي الصحيح، ذهبت لكل التخصصات ذات الصلة بالأعراض التي تشتكي منها، وفي نهاية الأمر الحمد لله تعالى النتائج كلها كانت ممتازة، وكل المختصين أثبتوا تماماً أنه ليس لديك علة عضوية، وهذا في حد ذاته يجب أن يكون بشارة كبرى لك يا أخي الكريم، بالنسبة لموضوع القلق والتوتر قد يؤدي إلى أعراض نسميها بالأعراض النفسوجسدية، والدوخة والشعور بالتعب وفقدان التوازن هي أحد الأعراض النفسوجسدية المعروفة جداً لدينا، والقلق النفسي الداخلي المقنع ربما يظهر في شكل أعراض جسدية، أو ربما يظهر لدى الإنسان في شكل تقلصات عضلية هنا وهناك في شكل قولون عصبي، في شكل دوخة وهكذا.

إذاً الجانب النفسي ربما يفسر أيضاً شكواك، ومن الأشياء المطمئنة جداً أن حالتك العضوية تتحسن عند المشي السريع، وهذا دليل قاطع أن الرياضة سوف تكون هي العلاج الأساسي بالنسبة لك، وما دمت تتحسن مع الجهد في وقت المشي، فهذا أيضاً دليل أن كل أعضاءك الرئيسية سليمة، القلب، الكبدـ، الكلى، الدماغ هذه كلها سليمة، فهذه أيضاً بشارة أخرى، فيا أخي الكريم أنا أريدك أن تتجاهل هذه الأعراض، أعرف أن هذا الأمر قد لا يكون سهلاً، لكنه ليس مستحيلاً، وحاول أن تصرف تفكيرك لأشياء تكون أكثر فائدة، هذا نسميه بصرف الانتباه.

والأمر الآخر كما ذكرت لك الحرص على الرياضة بانتظام، كما أرجو أن تتجنب الكتمان، أن تعبر عن نفسك أولا بأول؛ لأن التعبير عن الذات وتجنب الاحتقانات يؤدي إلى تفريغ نفسي إيجابي والتفريغ النفسي الإيجابي يزيل أي ضغوطات على الجسد، أيضاً يا أخي حسن إدارة الوقت والنوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري والتغذية السليمة، والحرص على الواجبات الدينية، والترفيه عن الذات، هذه كلها أمور مهمة جداً، أنا أعتقد أنه سيكون من الجيد أن تأتينا في قسم الطب النفسي، الحمد لله هنا في مؤسسة حمد الطبية توجد خدمات نفسية رائعة جداً، فيمكن للطبيب الذي راجعته أن يقوم بعملية التحويل، وإن كان التحويل فيه صعوبة يمكن أن تحضر وتسأل عني، لكن يفضل أن يكون ذلك بعد رمضان، تقبل الله منا ومنكم الطاعات.. أسأل الله أن يبلغنا إياه.

أنا أعتقد أن الريمانون بجرعة نصف حبة كافية جداً؛ لأن الريمانون جرعة نصف حبة تؤدي إلى نوم جيد جداً، وهنالك دواء يمكن أن تتناوله يسمى دوجماتيل واسمه العلمي سلبرايد، يمكن أن تتناوله بجرعة 50 مليجرام صباحا ومساء حتى تأتي وتقابلنا في قسم الصحة النفسية.

بارك الله فيك، وخفف من ضغوطات العمل يا أخي، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً