الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صحة التاريخ الإسلامي كيف أتحقق منه فأنا تائه بين الشبهات!

السؤال

السلام عليكم.

هناك شبهة يرددها بعض الملحدين هي: أن التاريخ الإسلامي صناعة عباسية فارسية، ويستشهدون بأن بداية التدوين التاريخي لحياة النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة -رضوان الله عليهم- بدأت بعد ما يقارب القرنين من الزمان، وأن الآثار التاريخية الموجودة لهذه الفترة لا تعطي تأكيداً على الأحداث.

ويقولون أيضاً إن المعارك والفتوحات لم تذكر تفاصيلها إلا من طرف واحد وهم المسلمون، فأنا كنت أريد منهجية علمية وعقلانية للتأكد من صحة تاريخنا الإسلامي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.

من الجيد - أيها الحبيب - حرصك على دراسة التاريخ الإسلامي، ونصيحتُنا لك أن تعتمد في دراستك على بداية التأصيل والتأسيس في معرفة علمية صحيحة عن التاريخ الإسلامي، ثم بعد ذلك تنتقل إذا أردتَّ للقراءة عن الشبهات التي تُثار حول التاريخ الإسلامي، وكيفية الرد عليها، فالشبهات لا تنتهي، والتاريخ الإسلامي استُهدف من قِبل حركة الاستشراق، ووضعت حوله شبهات كثيرة، وهي شبهات ليست حقائق، ومنها هذه الشبهة التي ذكرتها، وهي تأخُّر التأليف والكتابة للتاريخ الإسلامي، مع أنها في ميزان العلم ليست نقدًا ولا عيبًا لو سُلِّم بها، فإن الرواية للأحداث والأخبار لا تقتصر على الكتابة، بل النقل الشفهي يقوم مقام الكتابة، وأحيانًا يُقدّم عليها، والعبرة بسلامة النقل وأمانة الناقلين وتواصل سلسلة الرجال الناقلين بدون انقطاع، إلى غير ذلك من الضوابط المعروفة في علم سند الرواية عند علماء المسلمين، والتي لا يُوجد لها نظير ولا شبيه في الأمم السابقة ولا في الأمم اللاحقة، فإن علم الإسناد ممَّا خصَّ الله تعالى به هذه الأُمّة.

ولكن ننصحك إجمالاً -أيها الحبيب- بأن تقرأ بعض الكتب أو الكتيبات والأبحاث التي تضع قدمك على معرفة المنهجية الصحيحة في دراسة التاريخ الإسلامي، ومن أهم هذه الأبحاث التي ستنفعك في هذا الباب بحث بعنوان (كيف يُقرأ التاريخ) للدكتور محمد موسى الشريف، وهناك كتاب آخر فيه بيان مَنهج دراسة التاريخ الإسلامي والاعتناء بالسند فيه بعنوان (منهج دراسة التاريخ الإسلامي) أ.د. محمد أمحزون.

وبخصوص هذه الشبهة التي أثرتها ونحوها من الشبه التي أثارها المستشرقون: هناك مقالات عديدة منها مقال بعنوان: (حولَ انتقاد المصادر التاريخية الإسلامية ومفهوم التاريخ عند المستشرقين) هذه الأبحاث - أيها الحبيب - وما شاكلها وما شابهها تُبيّن لك الطريقة العلمية في التعامل مع التاريخ وأحداثه.

نسأل الله تعالى أن ييسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً