الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع شخص قريب مدمن على المواقع الإباحية

السؤال

أنا أعجبت بشاب من عائلتي، وكلنا نعتبره مثالاً للأخلاق والدين، ولكنني اكتشفت قدراً أنه عضو دائم بالمواقع الإباحية، ولديه صور منها، ماذا أفعل؟ لا أستطيع عدم التفكير فيه، ولا أستطيع مصارحته بما علمته، ولا أستطيع مصارحة أهلي كيلا أفضح مسلماً؟ وكيف أعرف أنه علم أني قد علمت هذه المعلومات عنه؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فليس هناك مصلحة من فضحه والتشهير به، ولا يجوز لنا السكوت على هذا السقوط، وأرجو أن لا يشعر أنك تتجسسين عليه وتتبعين عورته؛ لأن ذلك مما يغضبه، وقد يدفعه للعناد والمكابرة، وأرجو أن يكون في ما قدره الله طوق نجاة لذلك الشاب، فإن الله هو الذي قدر لك أن تعرفي ذلك العيب، وكنت أتمنى أن أعرف علاقتك به، وهل هو محرم لك؟ وهل هو أكبر منك أم أصغر؟ وأرجو أن لا تقدمي على خطوة إلا بعد دراسة عواقبها، والتفكير في آثارها ونتائجها، ونحن تقترح عليك اتخاذ الخطوات التالية:

1- الدعاء له بإخلاص قبل دعوته إلى الصواب.

2- الاجتهاد في كتم الأمر والستر عليه.

3- التدرج في النصح له.

4- تذكيره بمنزلته وسمعته بين الأهل.

5- تخويفه من ذنوب الخلوات.

ويمكنك عمل ذلك إذا كان محرماً لك، أما إذا كان أجنبياً، ونقصد بالأجنبي هنا من يجوز له الزواج منك، ولا يمكن أن تختلي معه -لأن الشيطان هو الثالث- فإنك في هذه الحالة يمكن أن تفعلي ما يلي :

1- إرسال رسالة مجهولة تبينين له فيها مكانته وسمعته الطيبة، وتذكرينه بفضل الله عليه وتخويفه من ذنوب الخلوات؛ لأن فيها محاربة لرب الأرض والسموات، وأن شرار الناس هم الذين إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، وأرجو أن تلفتي نظره إلى أنه ليس من المهم أن يحاول معرفة صاحب الرسالة، ولكن المهم أن يتوب إلى الله، فإن عاقبة المعاصي سيئة.

2- التنبيه إلى خطورة متابعة المواقع الفاسدة على النفس والعرض.

3- تذكيره بأن الله يمهل ولا يهمل.

4- تخويفه من عواقب الفضيحة، وأن الله تبارك وتعالى يستر على العبد، فإذا لبس للمعاصي لبوسها فضحه الله وهتك ستره.

5- خطورة هذا العمل على حياته الأسرية وحالته النفسية.

وإذا لم تحصل استجابة فيمكن عمل الآتي:

1- الاتصال بأقرب الناس إليه ليقوم بنصحه، وأرجو أن تجدي في محارمك من يحسن الاستماع ويجيد التوجيه ليقوم بالدور.

2- اختيار الأوقات المناسبة، وانتقاء الكلمات اللائقة عند نصحه.

3- الاجتهاد في أن تكون النصيحة سراً.

4- متابعة آثار النصيحة.

5- مطالبته بوضع الجهاز في مكان مكشوف.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً