الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب وأشعر أن قلبي سيتوقف في أي لحظة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 19 سنة، أعاني من الرهاب القلبي، حيث أشعر في معظم الوقت أن النوبات القلبية ستأتي رغم أنني عملت فحوصات كثيرة متعلقة بالقلب، منها: التخطيط والإيكو، وفحوصات الرئة، والدم، والكلى، والكبد، والمخ، وجميع الفحوصات التي تخطر على بالكم، وبعض الأحيان عندما أعد نبضات قلبي أراها طبيعية ما بين 70-100 ولكن لا أدري لماذا بعض الأحيان أشعر بألم في صدري عندما أدخل النفس بعمق؟ وهناك فكرة دائما تراودني أن قلبي سيتوقف في أي لحظة.

بعض الأحيان أخاف وأشعر بالتوتر، ونبضات قلبي سريعة، وأحيانا عندما أفكر في الموضوع لا أخاف، ولكن هذه الفكرة شبه دمرت حياتي، السؤال هو: إذا فكرت بأن النوبة القلبية ستأتيني، فهل ستأتيني بالفعل رغم أن قلبي وأعضاء جسمي سليمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما وصفته هو وصف دقيق ومطابق تماماً للمعايير التشخيصية لنوبات الفزع أو نوبات الهرع أو ما يسمى بالرهاب الحاد، وهو نوع من القلق النفسي الحاد جداً، والأعراض الجسدية تكون مهيمنة في بعض الأحيان أكثر من الأعراض النفسية، فمثلاً تسارع ضربات القلب والشعور بخفة الرأس من الأعراض الأساسية جداً، وكما تفضلت أخي الفاضل معظم الذين يعانون من هذه النوبات يأتيهم شعور استباقي بأنهم سوف تحدث لهم نوبات قلبية أو سكتات قلبية وهنالك من يأتيه الشعور بالموت أو بدنوا الأجل في لحظة النوبة.

أنا أؤكد لك أن هذا نوع من القلق ليس أكثر من ذلك، ولا علاقة له أبداً بالموت والحياة، وهذه الحالة يمكن التخلص منها تماماً فذلك من خلال عدم الاهتمام بها، وتجاهلها، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، تمارين شد العضلات وقبضها، هذه كلها حقيقة علاجات مفيدة جداً، كما أن العلاج الدوائي أيضاً مهم، يوجد دوائين أو ثلاثة من أفضل الأدوية لعلاج هذه الحالة، فإن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي هذا أمر جيد وإن لم تستطع أعتقد من خلال ما ذكرته لك من إرشاد وتناول عقار استالبرام والذي يعرف باسم سيبرالكس تجارياً وربما تجده تحت مسميات تجارية أخرى، جرعة السيبرالكس هي أن تبدأ بـ 5 مليجرام أي نصف من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تتناولها يومياً لمدة 10 أيام ثم تجعلها 10 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم 5 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين ثم تتوقف عن تناول السيبرالكس.

فهذه طريقة علاج هذه الحالات وأنا أحتم لك أن تجاهلها هو أحد الوسائل العلاجية المفيدة جداً، إن شاء الله تعالى لن تأتيك نوبة قلبية ولا شيء من هذا القبيل، لا تشغل نفسك بهذا الفكر السلبي، بل حقر هذه الفكرة وعش حياة صحية، الحياة الصحية تتطلب أن يهتم الإنسان بغذائه ويمارس الرياضة، ويتجنب السهر، أن يحرص على عباداته خاصة الصلاة في وقتها، أن يستثمر الوقت بصورة صحيحة، أن يكون الإنسان باراً لوالديه، أن يرفه الإنسان عن نفسه بما هو طيب وجميل هذه كلها آليات ومتطلبات ضرورية جداً للحياة الصحية السليمة التي أريدك أن تستمتع بها، أخيراً اسأل الله تعالى أن يتقبل طاعاتكم في هذه الأيام الطيبات أيام العشرة الأواخر من رمضان، ونسأل الله تعالى أن يبلغكم وأن يبلغنا العيد، وأن يجعلنا جميعاً من عتقائه من النار.. بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً