الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أكمل أمر الخطبة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري 30 سنة، قصتي بدأت قبل سنوات كنت أبحث عن زوجة صالحة، وكنت عندما أتقدم إلى فتاة لا تتم الخطبة لأكثر من مرة، وعن طريق صديق لي شيخ مسجد دلني عن عائلة يحسبهم على دين وخلق، وسألت عن الفتاة وأهلها سمعتهم طيبة، وبعد صلاة الاستخارة والرؤيا الشرعية تمت الخطبة وعقد القرآن بنفس اليوم، ولكن بعدها اكتشفت أن عندهم أمورا تخل بالعقيدة بل إن عندهم الصوفية شيء عادي، وإنهم ملتزمون، وعندما قمت بإخبارها عن حقيقتهم انصدمت، وقالت لي: إنت أنقذت فكري عندما وضحت لي حقيقتهم، وبعدها شعرت أنني تسرعت بخطبتي لها، وهي لها رغبة بالتعلم مني وتصحيح الأخطاء، وعندما أقول لها أن هذا الأمر حرام ولا يجوز تستجيب فورا بدون نقاش.

وأنا عندما تقدمت لهم كان كل فكري أنهم ملتزمون، ولا توجد لديهم هذه البدع، أحس أنني لا أستحق هكذا عائلة بالرغم من أن الفتاة صاحبة خلق، وتحاول إرضائي بكل الطرق، وتسعى لأن أكون سعيدا، وأنا الآن أحس أنني تسرعت بالخطبة، وأحس أني أستحق الأفضل منها، ومرارا أفكر في فسخ العقد، وإنهاء كل شيء؟

أرجو من حضرتكم إرشادي لأني في حيرة من أمري، ودائما أدعو الله إذا كان لي خيرا يستمر، وإذا كانت شرا لي يصرفها عني؟ هل إذا استمريت في الخطبة واحتسبت ذلك لوجه الله تعالى يكون لي الأجر؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيها الابن والأخ الفاضل في الموقع، ونسأل الله أن يزيدك حرصًا وخيرًا، وأن يرزقنا جميعًا الإيمان الكامل والتوحيد الخالص لله تبارك وتعالى، وأن يُسعدك في حياتك.

نبشّرُك -أيها الأخ الكريم- بهذا الحرص على الخير، وعلى سلامة العقيدة، ونؤكد أن دخولك في هذا المشروع بنية الإصلاح أجره وثوابه عظيم، فالنبي صلى الله عليه وسلم يُبشّرُ مَن يسعى في الإصلاح فيقول: (لأن يهدي الله بك رجلاً - طبعًا: أو امرأة - خيرٌ لك من حُمر النعم)، فكيف إذا كانت المرأة التي تُريد أن تُقدّم لها الهداية هي التي رضيتك وارتحتَ لها وسعدتَّ بها، ونسأل الله أن يُعينك على إكمال هذا المشروع، واكتملت سعادتنا بأن الفتاة سريعة الاستجابة لأي تغيير ولأي تصحيح، واعلم أن دورنا كبير في دعوة مَن عندهم مخالفات وبدع إلى تصحيح تلك المخالفات وتجنب تلك البدع.

وإذا كانت الفتاة ولله الحمد سريعة الاستجابة والعائلة فيها الميزات المذكورة، فأرجو أن تُكمل هذا المشوار، وتحتسب أجرك وثوابك عند الله تبارك وتعالى، وأهم شيء ظهر لنا هو رغبة الفتاة وحرصها على إرضائك، وحرصها قبل ذلك على تبديل أي خطأ تُشير إلى أنه خطأ، فعليه: أتمنى أن تُكمل المشوار، ونقترح عليك الاجتهاد، بل اتخاذ هذه الفتاة وسيلة لدعوة العائلة بأكملها إلى التخلّي عن البدع والشُّبهات والاشياء التي عندهم، ونسأل الله أن يُعينك على الخير، ويجعل من مشروع زواجك من الفتاة مشروعًا يُوصلك إلى جنّة الله وإلى رضوان الله.

نسأل الله لنا ولك ولهم الهداية والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً