الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما فعلته من تخفيف للتواصل مع أصهاري أمر سديد؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

متزوج منذ 2012 ، تظهر كل فترة مشكلة عدم رضا أصهاري عن ضيافتي، فهم يقولون: أنني مرة أمسك هاتفي وأذاكر لولدي، أو أني أزور والدي كل جمعة وأتركهم، أو عدم الكلام معهم كثيرا، أنا أتحمل النقد الكثير، وإذا حصلت خلافات بسبب ذلك أو بغيره يوفقني الله للاعتذار ثم يعود النقد المتكرر.

ذات مرة تعبت والدتي، فذهبت إليها بعد العمل يوم الخميس، وزوجتي عرفت ذلك، وأصهاري في منزلي، وأسررت في نفسي أن يوم الجمعة سأكون متفرغا لأصهاري، فسافروا بلدهم، وانتقدوني أنني لم أتصل بهم، ثم اعتذرت لهم، مع العلم أنني لم أطالبهم حتى بالاطمئنان على أمي المريضة آنذاك، فشعرت أن هناك حرصا على استيفاء حقهم، وأن المواقف الجميلة بيننا غير كافية لعذري ومعرفة عدم سوء قصدي إن أسأت في تصرف ما.

قررت بعد مواقف 10 سنوات أن أكتفي بالاتصال بهم، والدعاء لهم، والاطمئنان عليهم بكل ود، لكن دون أن أتواجد عندهم، وإذا كانوا عندي أذهب لوالدي قبل مجيئهم وأعتذر لهم، وذلك من وجهة نظري لأحافظ على الأخوة الإيمانية بيننا، وإبعاد الشيطان عنا، فهل ذلك صواب؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رمضان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيها -الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونحيي رغبتك في أن تستقر العلاقة مع أصهارك وأن تستمر.

لا شك أن الشيطان يتدخل في مثل هذه العلاقات، ويجعل من الحبة قُبّة - كما يُقال - ويجعل الأمور الصغيرة كبيرة، ولكن نحن نشكرك على حكمتك التي تكرر بها الاعتذار، وتجتهد في إصلاح هذه العلاقة، ونؤيد ما حصل منك على أن يكون ذلك مرحلة، ثم تنتقل إلى المرحلة الأعلى والأغلى التي كنت عليها، وهي أن توازن بين هذه العلاقات، فإن بُعدك عنهم أيضًا لا نُؤيده، ولكن الأفضل أن تتحمّل، وأن تتحسّن العلاقة، وأن تنتبه لبعض الأمور الصغيرة التي تثيرهم وتُغضبهم وتُثير شكوكهم.

نحن بلا شك لا نُؤيد ما يحصل منهم، ولا نُؤيد جفاءهم تجاه الوالدة وعدم الاهتمام بمشاعرك، لكن نريدك أن تكون الأفضل دائمًا، وأن تستمر على ما يُرضي الله تبارك وتعالى، وهذا المؤمن دائمًا شعاره {ادفع بالتي هي أحسن}، واعلم أن إحسانك لهم وصبرك عليهم هذا يصبُّ في سعادتك كزوج، وفي سعادتكم كأسرة.

نسأل الله أن يجمع بينكم في الخير وعلى الخير، ونحن سعداء أولاً بالرغبة التي دفعتك للسؤال، وسعداء ثانيًا بأنك تُكرر الاعتذار، وسعداء ثالثًا بأنك لا تستوفي حقك كاملاً، واجتهد في إرضاء الوالدة والاهتمام بها، وأحسن الاعتذار لهم، واجتهد في أن تُحسن العلاقة أيضًا معهم، فإن هذه العلاقة إذا تحسّنت لها انعكاسات كبيرة على أسرتك وعلى أطفالك وعلى بيتك، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق، والذي يرغب في ثواب الله من أمثالك من الفضلاء لابد أن يصبر على الآخرين، والمؤمن الذي يُخالط ويصبر خيرٌ من الذي لا يُخالط ولا يصبر.

نسأل الله أن يزيدك حرصًا وصبرًا وخيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً