الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الوسواس الذي أعاني منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مصابة بوسوس قهري منذ ثلاثة سنوات، مشكلتي أنني عندما كنت أقرأ القرآن الكريم جاءتني فكرة هل لله نفس وروح، حاولت مدافعة الفكرة، وقلت في نفسي إنه لا يجب علي التفكير هكذا؛ لأن الله ليس كمثله شيء، ولكن رغم ذلك ظلت تلك الفكرة تراودني، فحينما أقول في نفسي أنه لا يجوز أن نقارن الله بمخلوق تأتني فكرة أخرى أنني أنفي أن لله ورح ونفس، وعندما جاءتني هذه الفكرة لم أدر بما أجاوب، قلت لا يجب أن أخوض في هذا واستعنت بالله.

ولكني بقيت موسوسة، هل قلت أن لله روحا ونفسا في عدم إجابة على تلك الفكرة؟ عندما انتهيت من قراءة القرآن شعرت بخوف أن أكون قد كفرت؛ لأنني قد فكرت في هذا الأمر، وهذه ليست أول مرة بل، تأتني عدة أفكار لا أعرف كيف أتصرف معها، وأخاف أن أكفر بسبب هذه الأفكار، فأنا أحب الله كثيرا
ولا أريد أن أعصي الله سبحانه وتعالى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ليلى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يُعجّل لك بالعافية والشفاء من الوساوس، وأن يصرف عنك شرَّها.

ونحن نُدرك - أيتها البنت العزيزة - المعاناة التي يعيشُها مَن أُصيبَ بهذه الوساوس، ولكن لا خلاص له من شرِّ هذه الوسوسة إلَّا باتباع النصائح النبوية التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا صبر عليها وكان جادًّا في الأخذ بها فإنها ستزول عنه بإذن الله، وهذه الوصايا ذات شقّين:

الشق الأول: الأخذ بالأسباب في التداوي، فإن الوسوسة مرض، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله داءً إلَّا وأنزل له الدواء)، وقال: (تداووا عباد الله).

الشق الثاني: العلاج الروحي من الإكثار من الذكر، وقراءة القرآن، والإكثار من الاستعاذة بالله كلَّما داهمتك هذه الأفكار، مع الإقلاع عن التفاعل مع هذه الوساوس، فإذا حقّرت هذه الوساوس وأهملتِها واستعذتِ بالله تعالى فإن الشيطان سييأس منك، وستزول عنك الوسوسة بإذن الله.

وكلَّ ما سألتِ عنه إنما هو ثمرات لهذه الوساوس، الواجب عليك الإعراض عنها، لا تبحثي عن إجابات لهذه الأسئلة، ولم تقعي في كفر. والوساوس العلماء يُعاملونها معاملة الإكراه، فما يصدر عن الإنسان تحت تأثيرها معفوٌ عنه، لأنه مُكرهٌ، وهذا يكفيك إذا كنت جادةً في تخليص نفسك، يكفيك أن تعلمي أن الله تعالى رحيمٌ بك، وأن من رحمته أن خفَّف عنك الكثير من الأحكام، وأنه لا يُؤاخذُك بهذه الوساوس، فكوني جادَّةً صابرة في تناول الدواء والعلاج، وستجدين العافية بإذن الله تعالى.

نسأل الله تعالى لك عاجل العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً