الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب الاجتماعي ولا أستطيع التركيز في أعين الناس.

السؤال

السلام عليكم.

دكتور أنا أعاني من حالة بعد قراءتي في الموقع، شخصتها أنها رهاب اجتماعي مع وسواس، مع العلم أنني شخص اجتماعي، وأتفاعل مع الناس بشكل جيد، ولكن التواصل النظري عندي متعبني جدا،
لم أكن من قبل هكذا قبل 10 سنوات، ربما لأنني مررت بظرف معين جعلني أفقد الثقة في الناس، وصرت أشك بكل شيء، وموسوس وفاقد لحسن الظن، أخاف من أي شيء.

مع العلم كنت سابقا جريئا جدا، وللأسف أنا أفتقد لشخصي، فإذا حاولت أن أتكلم أمام مجموعة من الناس لساني يتلعثم، وإذا صليت في جماعة وكنت أنا الأمام أشعر بدقات قلبي سريعة جدا، وأفقد نفسي في الركعة الأولى.

وأصبحت عصبيا جدا، وردة فعلي سريعة، ولكن سرعان ما أندم عليها، ولكن مع كل هذا أحاول السيطرة عليه، والشيء الذي أتعبني جدا هو عدم مقدرتي على التواصل البصري مع الآخرين، لا أستطيع النظر في أعينهم، سرعان ما أسرح ويتشتت ذهني، ولا أركز في المحادثة بقدر ما، فأحاول الهروب بنظري، أصبحت فاقدا للتركيز، فأنا بحاجة إلى العلاج، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخي الفاضل- من فلسطين، حيث يعاني أهلها ما يُعانون في هذه الظروف من أيام رمضان، ندعو الله تعالى لكم بالسلامة والتوفيق - ونشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية من خلال هذا السؤال.

نعم يبدو ممَّا وصفت في رسالتك - أو سؤالك - أنك تعاني من حالة من الرهاب الاجتماعي، والذي يُفسّر صعوبة النظر في عين الآخرين عندما تتحدث معهم، بالإضافة لصعوبة الحديث أمام جمع من الناس، وكذلك التوتر الذي تشعر به عندما تؤمّ الناس في الصلاة، حيث تشعر بأعراض القلق والتوتر، كخفقان القلب وضعف التركيز.

تقول أنك مررت بظروفٍ جعلتك هكذا، ممَّا أضعف ثقتك في نفسك. جيد أنك تعلم هذه الظروف، وإن كنَّا عادةً في كثيرٍ من الأحيان لا نُدرك السبب المباشر الذي يُفسّر إصابة الشخص بالرهاب الاجتماعي، بعد أن كان جريئًا ويُواجه الناس.

لم أشعر من خلال سؤالك أنك تحتاج للعلاج الدوائي في هذه المرحلة، فإذًا ما هو الحل؟ .. إنها المواجهة وعدم التجنُّب والهروب من المواقف التي تجد فيها نفسك وجهًا لوجهٍ مع الآخرين، فالتجنُّب في مثل هذه الحالات لا يحلُّ هذه الصعوبات، وإنما يزيدُها قوّة وشدة، والمواجهة تعني: أن تُقدِم على هذه المواقف ولا تتجنُّبها، فتتحدّث مع الناس وتنظر في عيونهم، نعم ربما تكون هناك صعوبة في البداية، إلَّا أنك ستعتاد، وكذلك تُصلّي بالناس إمامًا إنْ دعت الحاجة حتى تعتاد على هذا، وتُصلي بما هو سهل معك حفظه في بداية الأمر حتى تعتاد الصلاة بالناس، فكلُّ مناسبة بينك وبين الناس الآخرين هي كالجلسة العلاجية السلوكية، فلا تستخفّ فها، وإنما احرص عليها، فهي سبيلُك للخروج ممَّا أنت فيه، وكما ورد أن (العلّم بالتعلُّم، والحلم بالتحلُّم)، وكذلك مواجهة الناس إنما هي بالاعتياد والتدريب والمواجهة، وعدم الهروب.

أدعو الله تعالى لك بوافر الصحة وراحة البال، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً