الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب نوبة الهلع والخوف التي أصابتني مؤحرا؟

السؤال

السلام عليكم..

أشكركم كثيرا على هذا الموقع.

شخصيتي حساسة جدا، منذ سنة انتقلت من بلدي إلى ألمانيا أنا وزوجي وأطفالي، وبعد سنة ونصف صرت أكره ألمانيا، لأنني لا أعرف فيها أحدا، وصرت أشعر بالاكتئاب والحزن والضيق، وأصابني تنميل ووخز في كل جسمي، وأصبحت أقوم مفزوعة أخاف في الليل، فأصلي وأقرأ القرآن، ومرة أصابتني نوبة هلع قوية، فذهبت للطبيب، وأخبرني بأن لدي نشاطا في الغدة الدرقية، كما أشعر أيضا بالقولون العصبي ولدي إمساك مزمن، فما سبب معاناتي على الرغم من أني أقرأ الأذكار والمعوذات وخواتيم البقرة قبل النوم؟ وهل أنا مصابة بالمس؟

أرجو الرد وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر اسلام ويب.

إنَّ ما وصفت في سؤالك ربما يُشير إلى حالة من القلق المترافق لبعض أعراض الاكتئاب، وربما له علاقة بالغربة والعيش في بلدٍ غريب عنك، ولا تعرفين فيه أحدًا إلَّا زوجك وأطفالك. وكلُّ هذا ربما يُفسّر إصابتك بنوبة الهلع، وهي عادة مزعجة ومفزعة، ممَّا جعلك تقلقين على نفسك وعلى حياتك.

واضطراب النوم واضطراب الشهية للطعام يُفسّران فقدان الوزن، وهذه كلها قد تكون عادة أعراض للاكتئاب النفسي.

اطمئني فإني لا أعتقد أنه مسٌّ، فأنت محفوظة بإذن الله تعالى برعايته سبحانه، فاطمئني من هذا الجانب، فما هو العمل؟

لابد أولاً من محاولة التأقلم مع الحياة الجديدة في ألمانيا، فكرهك للبلد لن يفيدك ولن يساعدك، بل على العكس حاولي التعرُّف على الجوانب الإيجابية في هذا البلد، وما يُمكن أن يُتيحه لك ولأطفالك ولزوجك من فرص التعلُّم والخبرة في هذه الحياة.

لا شك أن تعلُّم لغة البلد أمرٌ يساعدك كثيرًا، ويُخرجك من عُزلتك، وهناك دورات كثيرة لتعليم اللغة في المُدن الكثيرة في ألمانيا.

ومن خلال خبرتي في العيش في أوروبا لسنوات طويلة أنصحكم بزيارة المسجد والمركز الإسلامي في مدينتكم، حيث يمكنك التعرُّف على بعض الأخوات المسلمات، ممَّا يُضيف لحياتك الحياة الاجتماعية، والحديث في كل هذا مع زوجك يبقى أمرًا مفيدًا، يُعينك ويُعينه على التأقلم بالشكل المناسب في البلد.

وممَّا سيساعدك أيضًا أن تملئي وقتك ببعض الهوايات المفيدة، بالإضافة لرعاية أطفالك، كتعلُّم اللغة الألمانية مثلاً، ولا شك أن التواصل مع أهلك في بلد المنشأ يبقى مفيدًا جدًّا.

وإذا طالت المعاناة ولم تشعري بالتحسُّن فأنصحك بأخذ موعدٍ مع الطبيب العام ليقيّم وضعك النفسي ويضع التشخيص، ويشرح لك العلاج، وعلى فكرة: هناك العديد من الأطباء المسلمين المنتشرين في مدن ألمانيا المختلفة.

أدعو الله تعالى لك بالشفاء العاجل، وأن يُعينك واسرتك على حياةٍ مستقرّة طيبة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً