الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي أفكار أدت بي إلى ترك الصلاة والصوم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
لدي مشكلة أرجو منكم مساعدتي.

أنا مقتنع بشكل تام أن الإسلام هو الدين الحق، ولكن بسبب المسلمين الذين أراهم وأعيش في وسطهم أصبحت أكره الإسلام، وبسبب ظلمهم الشديد للستضعفين وأكثرهم ممن لديهم سلطة، ولا يحكمون بما أنزل الله ويوالون كل يظلم الفقراء والمساكين.

مشكلتي الكبرى أن أكثر الظالمين مسلمون وأكثرهم يصوم ويصلي، وأفكر كثيراً كيف لعدل الله أن يغفر لهم بالآخرة مع أنهم منافقون وفسقة في الدنيا؟!

أنا الآن لا أصوم ولا أصلي بسبب تلك الأفكار، ويعلق برأسي أن الله غفور رحيم، وبالتالي سيغفر لهؤلاء الظلمة ويدخلون الجنة في النهاية، وأن كل من مات على أشهد أن لا إله إلا الله يدخل الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ آدم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الابن- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونرجو أن تُدرك نفسك بتوبة للكبير المتعال، وتُعجّل بالرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ونحبُّ أن نذكّرك بأنه {لا تزر وازرة وزر أخرى}، وأنك لست مسؤولاً عن تقصير الآخرين، فسنلقى الله تبارك وتعالى أفرادًا، وسيُحاسبنا أفرادًا، فعليك أن تعمل لنجاة نفسك، واعلم أن فساد الآخرين أو ظلم الآخرين أو عدوان الآخرين لا يُبيح لنا العدوان، لا يُبيح لنا التقصير فيما بيننا وبين ربِّنا من الطاعات.

عُدْ إلى الصلاة، وسارع وعجّل بالتوبة والصوم والطاعات، وعُد إلى الإيمان بالله تبارك وتعالى في أسرع وقت، قبل أن تنخرم بك أيام العمر، واعلم أن الله تبارك وتعالى سيُحاسب هؤلاء ويُحاسب كل مُقصِّرٍ على تقصيره، فلا تكن أنت من المقصّرين، وعليك بخويصة نفسك، وإذا كان الله غفور رحيم فهو شديد العقاب لكل مَن يُقصّر، كبيرًا كان أم صغيرًا، كحاكمٍ كان أم محكومًا.

الحقيقة نحن نستغرب هذه الطريقة التي تُفكّر بها، كيف أن الإنسان يكره الإسلام لأجل أعمال المسلمين، وكيف أن الإنسان يترك صلاته لأن هناك في الأرض ظلمة وظالمين، فأرجو أن تتدارك نفسك، وتعوّذ بالله من هذه الأفكار وهذه الوساوس التي لا يمكن أن تُقبل، وأعتقد أن المسألة تحتاج منك إلى وقفة عاجلة، ورجوع عاجل إلى الله تبارك وتعالى، إذا قصّر الناس فلا تُقصّر، وإذا ظلم الناس فلا تظلم، وإذا عمل الناس الشر فاعمل أنت بما يُرضي الله تبارك وتعالى.

اعلم أن عودتك للصلاة والطاعة وفعل الخير والدعوة إلى الله هو سببٌ من أسباب عودة الحكم بما أنزل الله إلى هذه الأرض، فعودة الحكم بما أنزل الله هي مسؤوليتنا جميعًا، وإذا أقمنا دولة الإسلام في حياتنا وفي بيوتنا وفي أنفسنا فإنها ستكون في أرضنا، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً