الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف عند الخروج من المنزل.

السؤال

السلام عليكم..

لدي خوف من الخروج من المنزل لوحدي، صار لدي مثل عقدة الخوف من الآخرين، قد يؤذيني إذا خرجت من المنزل أخشى على نفسي أن يصيبني مكروه إذا خرجت من المنزل، ويشغل بالي دائماً.

إلى متى وأنا بهذا الحال؟ ما هذه الحال التي وصلت إليها، وألوم نفسي جداً كل يوم، وأخجل أن أبوح بهذا إلى أي شخص والناس، دائماً ما يسألوني لماذا لا أعمل؟ ويجب أن أعمل.

أنا أساساً أخاف من الخروج من المنزل، والتعامل مع الآخرين، فكيف سأعمل؟! أصاب بخوف شديد إذا تركني أهلي بالبيت لوحدي أيضاً أنا أعيش جحيماً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Bnen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، أولاً نسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.

بالنسبة للأعراض التي تشكين منها تصنف ضمن المخاوف الاجتماعية، وهي عبارة عن قلق مرضي ناتج عن أفكار سلبية وتوقع حدوث المكروه دون وجود أي أدلة على ذلك، وتجنب الخروج يعد من السلوكيات الآمنة أي محاولة القضاء على القلق والخوف بعدم الخروج لأن في ذلك شعوراً بالأمن والطمأنينة، ولكن هذا السلوك لا يحل المشكلة بل يعتبر حلاً مؤقتاً، ويعيش الشخص في دائرة مغلقة تبدأ في الأفكار الكارثية ثم الشعور بالقلق والخوف ثم عدم الخروج وتأتي الفكرة من جديد وهكذا الأمر.

الحل أيتها الفاضلة يكمن في مواجهة المشكلة وقبل ذلك معرفة أسبابها، ومتى بدأت وكيف تطورت، فهل تعرضت لأذى من الناس من قبل، أو هل سمعت عن شخص من الأقارب تعرض لأذى من الناس؟ وهل هناك تهديد تم من قبل آخرين في زمن مضى؟

العلاج السلوكي يمكن أن يكون مجدياً في مثل هذه الحالات، وذلك لاصطحاب من تثقين فيه من أفراد العائلة أو الصديقات والخروج معه إلى أماكن قريبة في البداية وتكرار ذلك عدة مرات ثم الخروج بمفردك إلى هذه الأماكن وزيادة الزمن الذي تقضيه خارج البيت بالتدرج أيضاً، وفي كل مرة تتحملين فيها القلق الناتج عن ذلك، وتشتيت فكرة حدوث المكروه، وبدلاً من التركيز على توقع حدوث الشيء فكري في الحلول في حالة لا قدر الله حدث شيء كيف أتصرف، وما هي الخطوات التي ينبغي تباعها، هل أتصل على رقم معين، أو اتصل على الشرطة أو على الإسعاف أو على أي رقم من أرقام الأقارب، وكذلك لا بد من التسلح بالإيمان والتوكل على الله تعالى والمواظبة على أذكار الصباح والمساء.

كذلك دعاء الخروج من المنزل، والدعاء ركوب السيارة، فإن ذلك يحميك -إن شاء الله- ويوقيك من أي مكروه تخافين منه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً