الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضربات قوية في القلب تختفي عند الراحة النفسية، ما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 19 سنة، كنت من فترة طويلة أعاني من الكثير من الضغوط والوساوس من الأمراض والجنون، وما إلى ذلك مع نوبات هلع، وأشعر بتشنجات في جسدي، وأغضب من أي شيء، وقبل خمسة أيام جائتني حالة أولها عندما كنت أواجه ضيق التنفس، وأخذت شهيقا فأصبح جانبي الأيسر يؤلمني لمدة يومين، لم أستطيع النوم عليه ثم ذهب الألم، وسرعة نبضات القلب.

وبين الفترة والأخرى أشعر بنبضة قوية أو غريبة في قلبي، لا تؤلم ولكن شعور مزعج ومخيف زاد من وساوسي، علما أنني أنام الساعة التاسعة صباحا بسبب رمضان.

أصبحت قبل فترة أحاول التخلص من الأفكار السلبية والوسواسية والاكتئاب، وأصبحت أمارس الرياضة في المنزل، وبعض التأمل، وأشعر أن حالتي أفضل مما كانت عليه، وهذه النبضات الغريبة تختفي عندما أكون مرتاحا لا أفكر في شيء، أو عندما أمارس الرياضة، أو أنام على الأرضية بعيدا عن سريري.

أرجو المساعدة بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بالأخ الفاضل ونبارك لك أولاً في هذه العشر الأخير من رمضان، رمضان الخير والبركة.

نعم يبدوا من سؤالك أنك تعاني من العديد من أعراض القلق والتوتر، بسبب ما ذكرت من الضغوط النفسية وربما بسبب عدم وجود عمل تقوم به، هذا القلق يتجلى عندك ببعض وساوس المرض ونوبات الهلع والتشنجات والعصبية، أما الحالة التي أتتك منذ أيام فيبدوا أنه نوبة هلع أو نوبة فزع وكانت شديدة بحيث شعرت بخفقان القلب وربما ضيق التنفس وهذه أعراض نموذجية لنوبات الهلع، ومما يؤكد هذا أن خفقان القلب المؤمن يختفي عندك عندما تكون مرتاح البال، أو عند ممارسة الرياضة، بالرغم من أن الجهد الرياضي عادة يسرع القلب، ولكنه تسرع مريح ومنشط للجسم غير تسارع نوبات الهلع.

استمر على ما أنت عليه من ممارسة الأنشطة المفيدة والمريحة بالإضافة للصلاة وخاصة في هذه الأيام المباركة (كما يقول تعالى: ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، وهذا أيضاً بالإضافة للرياضة والتأمل وغيرهما، وأدعوه تعالى أن ييسر لك السبل لتحصل على عمل تعيش عليه ويريحك، وإذا تأخر الحصول على هذا العمل فأنصحك بالمشاركة ببعض الأعمال التطوعية في بيئتك، فهذا سيعطيك المزيد من راحة البال، وربما يفتح لك مجالات لتوصلك لإيجاد عمل مناسب، أدعو الله تعالى لك بالتوفيق والصحة والسلامة، ولا تنسانا من صالح الدعاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً