الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أخطأت وخنت صديقي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب في مقتبل العمر، كان صديقي وهو قريبي يحب فتاة من أقربائنا، ولكن صديقي هذا ليس على خلق ودين، وكان يحب الزنا، وأنا أعرف ذلك، والفتاة منقبة عفيفة طاهرة وعلى خلق ودين، وأخبرني بأنه يريد التقدم لخطبتها، علما أن الفتاة وأهلها لا يحبونه، وأنا استشرتها، فلما علمت برفضها له، تقدمت لخطبتها وتزوجتها، وهي راضية بي، ولكن ضميري يؤنبني، ويضعني موضع الخيانة، فبماذا تفتوني؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الابن الكريم- في الموقع، ونشكر لك صحوة الضمير والروح التي دفعتك للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يهدينا جميعاً لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

الذي يفهم من داخل السؤال هو أن هذا الشاب فقط كان يفكر في خطبة الفتاة والارتباط بها، وأنه لم يكن على سلوك سوي، وكأنك أنت دخلت لأن الأسرة ما كانت تريده، والفتاة ما كانت تريده، وأنت أيضاً ما رضيته لتلك الفتاة العفيفة المنقبة، فدخلت تزوجت بتلك الفتاة، دخلت أمامه على تلك الأسرة وفزت بتلك الفتاة، وضميرك يؤنبك من أجل هذا، نحن نريد أن نعرف هل كانت هناك خطبة رسمية، إذا كان هناك خطبة رسمية فعلاً لا يجوز للإنسان أن يخطب على خطبة أخيه، ولا يبيع سوماً على سوم كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-.

أما إن كان مجرد فكرة، وهو أراد حتى لو كلمهم لكن لم يعطوه جوابا نهائيا، فلا إشكال في ذلك من الناحية الشرعية، وعلى كل الأحوال بعد أن تزوجت الفتاة وفزت بها أرجو أن تكتم هذا الأمر، ولا تبين له أنك فعلت ذلك لتقطع الطريق عليه، واستغفر الله تبارك وتعالى من هذا الذي حصل إذا كان فعلاً قد تمت خطبة رسمية، أما مجرد الكلام، أما مجرد التفكير، حتى لو طرق بابهم لكن لم يردوا عليه فيستطيع أي إنسان آخر أن يدخل في هذا الطريق.

وهذا ما فهمه العلماء من حديث فاطمة بنت قبيص لما قالت أبو جهم ومعاوية خطباني، في النهاية الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "معاوية صعلوك لا مال له، وأبو جهم غضاب للنساء انكحي أسامة" لاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم اختار اختيارا ثالثا، أيضاً قالوا هذا: لأنها لم تكن ردت على الأول ولم ترد على الثاني، هم طرقوا الباب لكنها لم تتم الخطبة الرسمية، وبالتالي أرجو أن لا يكون حرج في كل الأحوال، فإن لم تكن هناك خطبة فلا حرج أصلاً، وإذا كان هناك خطبة رسمية وأنت تسببت في إفشالها ودخلت، فهنا أيضاً استمر في حياتك الزوجية واطرد عن نفسك الندامة، لكن استغفر الله وتب إليه مما حصل، ونسأل الله وتبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق، وكونوا جميعاً على علم أن هذا الكون ملك لله ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله تبارك وتعالى.

نسأل الله أن يهدي صديقك المذكور، وأن يسعدك مع هذه الزوجة المنقبة التقية النقية، وأن يلهمنا جميعاً السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً