الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم بمن تزوج قريبته مجاملة لعائلته، في حين أنه يحب أخرى؟

السؤال

السلام عليكم.

شخص تقدم لخطبة قريبته لإرضاء أفراد العائلة، ثم عقدوا قرانهم على عجل، مر على الموضوع شهور، لكنه لا يزال غير مرتاح، ويظلم خطيبته بالمشاعر لأنه يُحب فتاة أخرى.

حاول أن يجاهد نفسه ويصلي صلاة الاستخارة كثيراً، ويشعر بعدم الارتياح وتأنيب الضمير، ويخشى أن يظلم جميع الأطراف، ويتسبب بمشاكل عائلية.

علماً بأنه يشعر بالحب تجاه فتاة أخرى منذ سنتين تبادله الحب على نية الزواج، فما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Anon حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيها السائل في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على الخير والسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

لا شك أن الحلال لا يُعادله شيء، والارتباط بالقريبة التي ارتبط بها إرضاءً لأفراد العائلة وعقد عقد قرانها، هذه هي العلاقة الشرعية، أمَّا العلاقة الأخرى فهي علاقة لم تكن بدايتها صحيحة، ونحن نُقدّر وجود المشاعر، لكن المشاعر لم تبدأ بطريقة صحيحة، ولم يكن استمرارها وفق غطاء شرعي، ولذلك ننصح بما يلي:

أولاً: الدعاء بأن يُحبب الله له هذه الفتاة التي أصبحت زوجة شرعية بالنسبة له.

الأمر الثاني: نُوصيه بأن يحشد ميزاتها ومحاسنها والأشياء الإيجابية فيها، حتى تتغيّر هذه النظرة ويبدأ يجد في قلبه الميل إليها.

ثالثًا: نوصيه بأن يُوقف العلاقة تمامًا بالفتاة الأخرى، لأن تلك العلاقة ليس لها غطاء شرعي، وليس لها مُبرّر في الاستمرار بعد أن دخل في علاقة شرعية رسمية.

الأمر الأخير الذي نُذكّر به هو أنه: ما ينبغي أن يفعل مع بنات الناس ما لا يرضاه لأخواته، ووجود هذه الفتاة - التي من العائلة والارتباط بها - المصلحة الشرعية في أن يُكمل هذا المشوار، ويجتهد على هذه المشاعر حتى يُغيّرها، وسوف تتغيّر، عندما يُوقف العلاقة غير الشرعية بالفتاة المذكورة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينه على تجاوز هذه الصعاب، والإنسان طبعًا ينبغي أيضًا أن يُراعي العائلة وأفراد العائلة وفرحهم، لأن الزواج ليس مجرد علاقة بين شاب وفتاة، بل هو علاقة بين أسرتين وبين بيتين، والزواج من العائلة يقوي الروابط الأسرية.

أيضًا نُشير إلى أن الفتاة المذكورة ربما لا تُقبل من قِبل العائلة، وسيكون صعبًا عليك وعليها السباحة ضد التيار، ولذلك ليس أمامك إلَّا أن تمضي في هذا الاتجاه وتُكمل هذا المشروع، وتجتهد في إيقاف العلاقة الأخرى التي ليس لها غطاء شرعي، والإقبال على هذه الفتاة التي خطبتها وعقدت عليها، يعني: أصبحت زوجة لك، ونسأل الله أن يُعينك على الخير، وأن يُغنيك بحلاله عن الحرام، وأن يُلهمك السداد والرشاد.

والعهود والوعود التي لم تكن مبنية على قواعد شرعية، لأن القواعد تقتضي للإنسان إذا أراد أن يتزوج فتاة أن يطرق باب أهلها، وأن يأتي لدارها من الباب، وهذا كلُّه لم يحصل، ونسأل الله أن يُعينك على التمسُّك بالشرع، وأن يغفر لنا ولكم جميعًا التقصير الذي حصل في السنوات الماضية، وأن يُلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً