الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الآثار الجانبية للستالوبرام؟

السؤال

السلام عليكم.

أسأل الله أن يفرج همكم في هذه الأيام الفضيلة.

أنا فتاة طولي 170 سم، ووزني 48 كلغ، في 2018 أصبت بحالة هلع من الموت، ذهبت إلى طبيب نفسي ووصف لي الستالوبرام (citalopram) عيار 40mg، اسم الشركة المصنعة (lecital)، واستمررت عليه حتى الآن.

منذ سنة وأنا في حالة كسل شديد، ويصيبني النعاس بشكل مستمر، وقد أنام يومين متتاليين دون أن أشعر بالاكتفاء، وعملت جميع فحوصات الدم، وكل شيء سليم -والحمد لله-، لذلك بدأت الشك أن ما يصيبني من الآثار الجانبية لدواء الستالوبرام، حتى أني أريد أن أستلقي أينما أذهب، بالرغم من أنني سابقا كنت نشيطة جدا.

وأيضا لدي حالة لا أحد من الأطباء فهم ما أقصده، قبل أن أخذ الدواء بمدة، كنت أشعر بشيء في رأسي إذا سمعت صوتا، أو إذا نظرت من جهة لأخرى، أشعر أن رأسي يتحسس من حركة جسدي، ومن سماع الأصوات، ويأتي في ثانية واحدة فقط بشكل متتابع خلال اليوم.

الأطباء قالوا: ربما هو صداع الشقيقة، ولكن الأمر يختلف كليا عن أعراض الشقيقة، أنه ليس مجرد ألم، إنما يأتي كوخز في الرأس، وأشعر لو يستمر هذا الأمر أكثر من ثوان سوف أسقط على الأرض، إنه أمر مرهق جدا، ولكن عندما بدأت بأخذ الستالوبرام هذا الوخز ذهب كليا، ولكن عندما حاولت التوقف عن الدواء رجعت الأعراض، ولهذا لم أتوقف عنه.

فهل النوم الكثير بسبب الدواء؟ هل هذه الجرعة سوف تدمرني كما أخبرني أحدهم؟ أيضا أريد أن أغير الستالوبرام إلى الاستالوبرام لأنه هو الموجود في قطر، هل لديكم اقتراح لطبيب في قطر أستطيع الذهاب إليه في مؤسسة حمد؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nour حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بالأخت عبر الشبكة الإسلامية، ونشكرك على تواصلك معنا بطرح هذا السؤال.

يبدو من سؤالك أن هناك عدة أمور سأذكرها بالتتابع:
أولاً: موضوع نوبات الذعر أو الهلع، وجيد أنك ذهبت لعلاجها ووصف لك استالبرام 40 مليجراما، وإن كنا عادة غالباً ما نبدأ بـ 20 مليجراما، بالإضافة للنصائح بالعلاج السلوكي، وهو بعدم تجنب الأماكن التي تحصل فيها نوبات الهلع، وإنما اقتحامها والذهاب إليها حتى تعتادي عليها دون تجنب، فالتجنب يزيد المشكلة ولا يعالجها.

الموضوع الثاني: ما ذكرت من شعورك بالكسل والنعاس الشديد، فهل هو عرض من أعراض الاكتئاب الذي استالبرام يساعد في علاجه على كل الأحوال، مجرد تساؤل إن كانت عندك أعراض أخرى للاكتئاب، بالإضافة إلى النعاس، هل كانت شهيتك للطعام مناسبة، أنا أشك في هذا، لأني لاحظت أن وزنك منخفض جداً، فهل هذا بسبب تأثير الاكتئاب أو أمراً آخر، فوزنك دون الوزن الطبيعي لطولك هذا.

الموضوع الثالث: موضوع حساسيتك للأصوات وحركة الجسم، وأنه تحصل معك شبه وخز لثوان، فأنا أتساءل وبالرغم من أن فحوصات الدم كانت طبيعية، أنصحك بعمل (أم أر أي) الذي هو الرنين المغناطيسي، لاستبعاد أي شيء غير طبيعي في الدماغ، من باب الاطمئنان، ولعله يكون أمرا خيرا -إن شاء الله تعالى-.

النقطة التالية: نعم النوم ليس من الأعراض الجانبية للاستالبرام، وهو لا يدخل من هذه الأعراض الجانبية، بينما من الأعراض الجانبية اضطراب حركات العضلات أحيانا، شعور بالدوار، ربما بعض الانزعاج العصبي، التعرق، الشعور بالجوع أحياناً، جفاف الفم، هذه أعراض جانبية للاستالبرام، وليس من الشعور بالنوم والنعاس، والنوم لساعات طويلة، ما أنصح به أن تخفضي جرعة استالبرام إلى 20 مليجراما في اليوم، وأن يكون هذا كما ننصح عادة تحت إشراف ومتابعة الطبيب النفسي، وطالما أنت في قطر حيث نحن، أنصحك إما بمراجعة قسم الطب النفسي في مؤسسة حمد الطبية، أو قسم الطب النفسي في المستشفى الأهلي الخاص، ففي كليهما مجموعة طيبة من الأطباء النفسيين الذين سيساعدونك على الخروج مما أنت فيه -بإذن الله سبحانه وتعالى-.

أدعو الله تعالى لك بالتوفيق والصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً