الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الموت يمنعني من ممارسة حياتي بشكل طبيعي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا.

أعاني منذ فترة من وساوس وقلق شديد، وأرى الدنيا منظرها غريب، ولدي فقدان الشهية، وأنا ملازم دائما للبيت، وأرى الدموع في عيني منذ أن أستيقظ من النوم، وأقرأ أن هذه من علامات الاحتضار، فأكون خائفا ومتوترا ولا أستطيع ممارسة حياتي بشكل طبيعي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- في الموقع، وأشكرك على تواصلك معنا.

نعم إن ما وصفت في سؤالك إنما يُشير إلى الاكتئاب، سواء ترافق مع بعض الأفكار الوسواسية أو مجرد القلق، فما وصفت في سؤالك من فقدان الشهية للطعام والشراب ومغادرة المنزل، وربما حساسيتك وميلك إلى الدموع أو البكاء منذ الصباح الباكر، كلُّها مؤشرات ربما تُشير إلى الاكتئاب النفسي، وخاصة ما يُرافقها من الشعور باقتراب أجلك والاحتضار، وتكون خائفًا متوترًا.

يخطر في بالي السؤال الأول: هل مررت منذ فترة قريبة من خلال أسابيع أو أشهر بحادث صادم في حياتك؛ أثر فيك، سواء داخل الأسرة أو خارج الأسرة؟ .. إن كان هذا ما حصل فربما ما تمر به ما هي إلَّا ردة فعلٍ عمَّا حصل في هذه الصدمة، هذا إن كان ذلك قد حصل، وإلَّا فربما تعاني من الاكتئاب النفسي -كما ذكرتُ- سواء ترافق ببعض الأفكار الوسواسية القهرية، أو القلق، أو لم يترافق، ففي كثير من الأحيان يترافق الاكتئاب مع القلق، وربما أيضًا يترافق مع الوسواس.

لنقطع الشك باليقين أنصحك بمراجعة طبيب نفسي في مدينتك حيث تعيش، ليقوم بفحص الحالة النفسية والعقلية، ويستمع منك إلى تفاصيل أكثر عن حياتك، وماذا تعمل، وما هي مشاريعك، وخاصة أنك في هذا السنّ اليافع، ومن خلال ذلك سيصل إلى التشخيص، وبالتالي يُريح بالك بوضع التشخيص الدقيق والمناسب، ثم يصف لك الخطة العلاجية، سواء كان العلاج الدوائي أو العلاج النفسي، لتخرج من هذه الحالة التي إن لم تُعالجها الآن قد تطول إلى أشهرٍ وسنوات، لذلك أنصحك بأن لا تتردد في استشارة الطبيب النفسي، وكما يُقال: ما خاب من استشار.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية وبالنشاط الذي تريد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً