الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب تراجع مستواي الدراسي، وكيف أعود مجتهدة؟

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي أنني الآن في السنة الرابعة بكلية الطب، وقد تراجع مستواي الدراسي كثيرا من ناحية الفهم والحفظ والتركيز، وحتى العلامات، فكنت سابقا أستمتع وأنا أدرس المواد، ولا أحس بالوقت، وأحصل على علامات، أما الآن فأنا أدرس، وأنا أرغم نفسي، وأمل من الدراسة بسرعة، وعندما أذهب للامتحان لا أتذكر بعض الأجوبة، وعندما أشاهد علاماتي أصاب بالإحباط، وأستمر بالتفكير بأخطائي ولوم نفسي، وأنا على هذا الحال منذ سنة تقريبا، لا أدري هل أنا مصابة بالعين؟ أم أنني أعاني من اكتئاب؟ أم أن هذا ابتلاء؟

حقا إنني في دوامة، وأحس بأنني ضائعة، فسابقا كنت أتحدى نفسي بدراسة المواد الصعبة، وبالفعل أدرس جيدا، وأحرز علامات عالية، أما الآن تسيطر على تفكيري العلامات السيئة ومستواي المتدني، وكيف وصلت لهذا الحال، فأنا فقط أريد النوم، وتضييع الوقت، حتى أنني لا أرغب بالذهاب للجامعة، وحضور المحاضرات.

أجريت تحاليل للغدة وفحوصات الدم، وكانت طبيعية، فكيف أحل هذه المشكلة؟ أصبحت متبلدة الإحساس، حتى أمي صارت حزينة كثيرا على وضعي، تقول لي: كيف أصبحت هكذا؟ وتشجعني لأحسن من حالي، ولكن لا جدوى.

حياتي كئيبة، وأشعر بأنني تعيسة، ولا أمل لدي في شيء، رغم أنني أحاول أن أقرأ القرآن والأذكار، وأدعو الله، لكن تسيطر علي مشاعر الإحباط والإحساس بالفشل، وأنه قد ضاعت هذه السنة من عمري بتضييع الوقت وعدم الإنجاز.

حتى أنني أفكر أحيانا بأنه لماذا ليس لدي شغف بالطب مثل باقي الطلاب؟ فالكل يدرس بشغف، ويسأل ويريد المعرفة، أما أنا فقط تعيسة وأفكر بهمومي، أرجو أن أجد حلا لما يحدث معي.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك استشارات الشبكة الإسلامية.. ونسأل الله سبحانه وتعالى لك دوام الصحة والعافية، وأن يوفقك لما فيه الخير.

الحالة التي تعانين منها قد تصيب كثيراً من الطلاب في المرحلة الجامعية، وقد تختلف الأسباب من شخص لآخر، ولكن النتيجة واحدة وهي عدم الدافعية للدراسة، والشعور بعدم الرغبة في المواصلة، وبما أن الأداء الأكاديمي كان ممتازاً في السابق، وكانت علاماتك مرضية بالنسبة لك؛ فهذا يعني أن قدراتك العقلية لا خوف عليها، وأنك على قدر مستوى دراسة الطب، وخاصة وأنك وصلت المستوى الرابع ولم يتبقى إلا القليل.

فنقول لك أيها الأخت الكريمة: نزول العلامات له أسبابه، ولكن هذا لا يقلل من العزيمة وقوة الإرادة، فالمطلوب منك حالياً هو تحديد الأهداف القريبة والبعيدة، والسعي لتحقيقها بما هو متاح وممكن، ووضع خطة جديدة للدراسة والمذاكرة، واستخدام كل ما يعينك على ذلك سواء من ناحية البيئة أو طريقة المذاكرة أو الوقت، أو مصاحبة ذوي الهمة العالية من زميلاتك الطالبات، فكري في أنك ستكونين في يوم من الأيام طبيبة يلجأ إليها المرضى للعلاج، فكيف تقدمين هذه الخدمة الجليلة بأعلى مستوى من الاهتمام حتى ترضي ربك سبحانه وتعالى أولاً، والمرضى ثانياً، ولا شك أن الخدمة الممتازة تترك في نفس المرضى أثرا طيباً واتجاها إيجابياً تجاه الطبيب أو المعالج، ولا يتأتى ذلك إلا بالمعرفة الجيدة لعلم الطب الذي هو طريقك الآن، وليكن شغلك الشاغل، وما عداه من الأمور يمكن التفكير فيه لاحقاً بعد التخرج إن شاء الله.

فالأمر ربما يكون اضطراب مزاج عابر، ولا بد من مقاومته بالتفكير الإيجابي والتفاؤل، وعدم التفكير في الماضي، وما حدث من تدني العلامات، حيث أن الفرصة ما زالت معك لتعويض كل الإخفاقات بالنجاحات الباهرة إن شاء الله، استعيني بالأذكار، وبالمداومة على أذكار الصباح والمساء، وخاصة قراءة القرآن، وضعي لنفسك أيضاً وقتاً للترفيه ولو قليلاً؛ فهذا قد يساعدك في تنمية الدافعية وانشراح الصدر بإذن الله سبحانه وتعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً