الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعالج الرهاب الاجتماعي والقلق بشكل عام

السؤال

أنا شاب عمري 22 عاما، مصاب بالرهاب الاجتماعي والقلق بشكل عام، تناولت البروكستين لمدة طويلة، ولم أستفد من الدواء، وأيضا تناولت السيرترالين لمدة طويلة، وبجرعة علاجية 150 مل، وأيضا الفائدة لا تكاد تذكر فأريد أن أتناول دواء جديدا، هل أتناول دواء من نفس المجموعة مثل السيبرالكس أو بروزاك؟ أم أتناول ايفكسور أو أدوية ثلاثية الحلقات التي ربما تفيدني في علاج الرهاب الاجتماعي والقلق بشكل عام.

ويا ليت تدلونني على دواء يقتلع الرهاب الاجتماعي والقلق المعمم غير السيرترالين والباروكستين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Maestro حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب.

الدواء جزء من العلاج وليس كل العلاج، بل لا يُمثل إلَّا خمسة وعشرين بالمائة من المتطلبات العلاجية لعلاج الرهاب الاجتماعي، علاج الرهاب الاجتماعي يتمثل في تحليل الرهاب أولاً ثم تحديد المثيرات وتحديد الأسباب - إن وجدت - ثم العمل على إزالتها، هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: تصحيح المفاهيم، معظم الذين يُعانون من الرهاب الاجتماعي دائمًا لديهم مبالغة في تصورهم لأعراضهم، تجده يبالغ حول احمرار الوجه، ويتكلم عن رجفة ورعشة، يتكلم عن أنه سوف يسقط أمام الناس، أو أن قلبه سوف يتوقف من شدة الخفقان، هذه كلها مفاهيم خاطئة.

قام أحد علماء السلوك بتصوير عشرين شخصًا من مرضى الرهاب الاجتماعي، صوّرهم دون علمهم بالفيديو وهم في حالة تعرّض اجتماعي، أي أنهم قد وضعوا في أوضاعٍ تجعلهم يتفاعلون مع الآخرين، كالمجمّعات التجارية، كالمساجد - خاصة أن يكونوا في وسط جماعة - ثم تمّ تصويرهم، وبعد أن عُرضتْ عليهم هذه الأشرطة المصورة وتحدّث الطبيب المختص معهم حول الأعراض التي يشتكون منها، بدأ باحمرار الوجه مثلاً، لم يظهر احمرار وجه على الصورة، شيء بسيط جدًّا، الرجفة تكاد تكون معدومة، التعرُّق نادرًا ما يحدث، التلعثم ليس موجودًا ...

فيا أخي الكريم: صحح مفاهيمك، لن يحدث لك شيء.

والأمر الآخر هو: أن تُطبق التمارين التعرُّضية، أن تُعرض نفسك لمصدر الخوف دون استجابة سلبية، يكون لديك برنامج يومي تعرّض نفسك إلى ثلاث أو أربع مواقف اجتماعية، مثلاً: على الأقل تصلي صلاتين إلى ثلاثة مع الجماعة في المسجد إن لم يكن كل الصلوات، هذا نوع من التعريض الممتاز، تمارس لعبة كرة القدم ثلاث مرات في الأسبوع مع مجموعة من الأصدقاء، هذا نوع من التعرّض الممتاز، تذهب إلى السوق مرتين على الأقل في الأسبوع، تنضمّ مثلاً لنادي رياضي أو ثقافي، تذهب على الأقل مرة في الأسبوع.

فيا أخي الكريم: هذه كلها علاجات من صميم المجتمع، ليست أمور نظرية، ولن يحدث لك شيء أبدًا، ربما تحس بشيء من التوجس أو التخوف في بداية الأمر، لكن حين تستمر في هذا التعرض مرة ومرتين وثلاث سوف تجد الأمر قد أصبح عاديّا جدًّا، وفي مرفقك الدراسي اجلس في الصف الأول، ودائمًا حاول أن تكون طالبًا نجيبًا ومُشاركًا، ناقش زملائك، تناقش مع أساتذتك، وعند النقاش دائمًا ركز على ثلاثة أشياء: على تعابير الوجه، وتبسُّمك في وجه أخيك صدقة، ولغة الجسد، خاصة حركة اليدين لا بد أن تكون منضبطة، ونبرة الصوت لا بد أن تكون متوازنة.

من الأمور والأشياء الضرورية جدًّا لك هو التفاعل الأسري، والحرص على الواجبات الاجتماعية، شارك الناس في مناسباتهم، كالأفراح، كالأعياد، كالأعراس، زر المرضى في المستشفيات، صل رحمك يا أخي، امش في الجنائز ... هذا نوع من التفاعل الاجتماعي الإيجابي جدًّا ... وهكذا.

إذًا هذا هو العلاج ويمثل خمسة وسبعين بالمائة، أمَّا الدواء فيُمثل خمسة وعشرين بالمائة، وأنا أقترح أن تتناول دواء (إفيكسور)، والذي يُعرف باسم (فلافاكسين)، دواء قوي ومفيد، تبدأ بخمسة وسبعين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعلها مائة وخمسين مليجرامًا يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم خمسة وسبعين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة وسبعين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر إيهاب احمد

    اشكركم جدا علي جميع المعلومات المفيدة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً