الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل القرب المفاجئ من الله معناه اقتراب الموت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت معظم حياتي أصلي، ولكني أحيانا كنت أؤخر الصلاة عن وقتها، ولا أصلي في المسجد إلا نادرا، وكنت أفعل بعض المعاصي مثل العادة السرية، ولكن فجأة وجدت نفسي لا أرغب بعمل أي من هذه المعاصي، وصرت أصلي الصلاة في وقتها، وأحيانا أصلي في المسجد، وصارت حياتي أكثر استقرارا.

بحثت على الإنترنت عن هذا الموضوع، فوجدت أن بعض الناس يقولون بما معناه اقتراب الموت، وأنا لا لست خائفاً من الموت، ولكني أخاف أنني لم أعبد الله كما ينبغي، فهل هذا صحيح أنه اقترب موتي والعلم عند الله أكيد؟ لكي يطمئن قلبي، وآسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك في عمرك، وأن يسعدك، وأن يثبتك على الحق حتى تلقاه.

أخي : نحمد الله إليك تلك التوبة، ونحمد الله إليك هذه العودة، وقد رأيت بركاتها، ورأيت كيف هذه الصلاة وهذا الإقبال جعلك أكثر استقرارا من الناحية النفسية، وأكثر طمأنينة من الناحية الاجتماعية، والعاقل أخي الكريم من يزيد من فرص الخير، ويقبل عليها ويتمسك بها.

أخي: لا نستطيع ولا غيرنا الجزم بتلازم الصلاح المفاجئ مع الموت، ولا نفي ذلك، فهذه أمور يعلمها الله تعالى، والواجب على المسلم أن يعتقد أن الموت معه صباحا ومساء، وقد كان السلف الصالح إذا أصبحوا لا ينتظرون المساء، وإذا أمسوا لا ينتظرون الصباح، بل حياتهم كلها كانت سعادة واستعداد لأجمل يوم يمر عليهم، وهو يوم أن يقبض الله تلك الروح لترى النعيم الذي ليس بعده نعيم.

أخي: دعك من أي أمر سلبي، ولا تفكر في تلازم الصلاح والموت، بل فكر كيف ترضي مولاك وخالقك، كيف تعبد الله صادقا من قلبك، كيف تتلذذ بالطاعة.

أخي: إن طاعة الله لها لذه ولها طعم لا يعرفه إلا من جربه، ولا يتلذذ به إلا من عايشه، ولذلك ورد عن بعض السلف قولهم: إننا في سعادة لو يعلم بها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف.

إن الفوز الحقيقي، والسعادة الحقيقية في طاعتك الله عز وجل، في ساعة تذكر الله فيها، في لحظة تدمع عينك فيها حبا لله وشوقا إليه، في ركعة تقومها في الليل تناجي بها مولاك سرا، وتخاطب فيه ربك لا يعلم بها أحد إلا الله.

إن السعادة كل السعادة أن تصلي الصلاة في موعدها، وأن يكون لك ورد من الأذكار دائما، وورد من القرآن مستمرا، وقد رأيت يا أخي حين التزمت الطاعة وسعيت في طريق الهداية، رأيت كيف أتاك الاستقرار والاطمئنان والسعادة، وقد أشرقت نفسك بتلك العبادة، فكيف لو صارت حياتك كلها طاعة.

أخي الكريم: إن السعادة المزيفة هي سعادة التافهين الذي يضيعون أوقاتهم في اللهو والترف والبعد عن الله عز وجل، إنها سعادة ناقصة لأنها متى ما سلبت منهم ندموا على كل دقيقة مرت عليهم دون أن يذكروا الله عز وجل.

أخي الفاضل: استعن بالله عز وجل، ولا تفكر في أي شيء سوى إرضاء مولاك وإسعاد نفسك بالطاعة، وهذا والله هو النعيم المقيم.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يسددك، وأن يسعدك بطاعته والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً