الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدها لا يريد تزويجها إلا بعد انتهائها من الجامعة، ماذا يفعل الشاب؟

السؤال

السلام عليكم.

شاب يبحث عن زوجة بأوصاف معينة، وقد وجد هذه الصفات من الأخلاق والتدين في فتاة، وأحس بالقبول والارتياح لها، لكن والدها لا يريد تزويجها إلا بعد انتهائها من الجامعة، لأن تكاليف الزواج لا يقدر عليها الآن.

هل ينتظرها أربع سنوات لأنها تناسبه أم لا؟ وأيضا هو يخاف أن يطلبها من والدها فيرفضه لهذا السبب، وتحدث خلافات بين الأسرتين، حيث إنها تكون ابنة عمه، هل يطلبها أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mai حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيكم وأن يحفظكم، وأن يقدر لكم الخير حيث كان.

العرب تقول: ثبت العرش ثم انقش. ونحن نقول ابتداء: إذا كان الشاب اليوم غير مقتدر على الزواج، فلا يصح له التقدم، ولا شغل الناس بما لا يقدر عليه، بل الأصوب عليه العمل والجد والاجتهاد، حتى يتمكن من الوقوف على بدايات الزواج.

وعليه أن يفهم أن الله سيعينه على التكاليف ما دامت نيته صالحة، فقد روى أبو هريرة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ثلاثةٌ حقٌّ على اللهِ عزَّ وجلَّ عونُهم؛ المكاتِبُ الذي يريدُ الأداءَ، والنَّاكحُ الذي يريدُ العفافَ والمجاهِدُ في سبيلِ اللهِ) فقد تكفل الله بعون الثلاثة، ومنهم طالب الزواج للعفاف.

إن كان بيد الشاب عمل أو في البداية، ويستطيع خلال هذه المدة (الأربع سنوات)الانتهاء أو الاقتراب من الاستطاعة على الزواج فلا بأس أن يرسل وسيطا مأمونا إلى والد الفتاة، ليعلم منه هل هناك رغبة في الخطبة مع التأجيل لما بعد الجامعة أم لا؟ أو هل هناك إمكانية إتمام الزواج، على أن يعد الشاب أن تكمل الفتاة الدراسة عنده أم لا؟ أو على الأقل يعلم نية الوالد لو انتظر السنوات تلك، المهم ألا يعيش على الوهم، ولا يجعل السنوات تمر منه تباعا.

على أن هناك نقطة هامة لا بد من طرحها، وهي أن الشاب المقبل على الزواج متقلب المزاج، فقد يرى في فتاة ما أنها الأفضل والأنسب، ثم تتغير المعايير بعد فترة ليرى غيرها أفضل له، وهكذا، ولذا نحن نستحب أن يكون الاختيار قبل الزواج مباشرة حتى تكون معايير الشاب مستقرة وثابتة.

وأخير: الزواج رزق من الله، والله قد كتب على كل إنسان زوجته، فليهدأ وليعلم أن ما قدره الله هو الخير له، وليبحث من الآن عن العمل الجاد ليتمكن من الوقوف على قدميه ماديا، وبعد ذلك سيسهل عليه الأمر.

نسأل الله له التوفيق والسداد والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً