الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السحر وحقيقته وطريقة العلاج منه.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مصاب بسحر مرشوش، وعقد كثيرة، وعين كبيرة، وأنا أرقي نفسي عن طريق راق شرعي سني موحد، الجن خرج مرتين وعاد، أريد علاجا؛ لأن أعراضه زادت بقوة، انصحوني برقية مفيدة أقرؤها على نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك مجدداً ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.. أولاً: نسأل الله تعالى لك عاجل العافية والشفاء، واسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، وثانياً: نحن لا نستطيع الجزم أيها الحبيب بأنك مصاب بالسحر، ولا ندري ما هو مستندك وعلى ماذا اعتمدت حتى جزمت بأنك مسحور بهذا النوع من السحر.

فنصيحتنا لك أن لا تسترسل مع مجرد الظنون والأوهام، وإن كنا نؤمن بأن السحر حق، والعين حق، ولكن لا ينبغي عزو كل ما نصاب به إلى العين والسحر والتوسع في هذا، فنصيحتنا لك أن تأخذ بالأسباب التي شرعها الله سبحانه وتعالى لدفع هذا القدر والمكروه الذي أصابك، وذلك بسلوك طريقين:

الأول: التداوي بالقرآن العظيم، فإنه شفاء كما أخبر الله تعالى في كتابه فقال: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)، واستعمال الرقية الشرعية والأحاديث وسائر الأدعية المشروعة، أي التي ليس فيها مخالفات شرعية، فهذه كلها رقية شرعية، وكلها نافعة بإذن الله تعالى، والقرآن كله شفاء ونافع، ولكن بعضه أعظم نفعاً من بعض، فننصحك بقراءة سورة الفاتحة والآيات الأولى من سورة البقرة، وآية الكرسي والإكثار منها ما استطعت، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، والمعوذتين قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، وقل هو الله أحد، والآيات التي فيها ذكر إبطال السحر في قوله سبحانه وتعالى (قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله)، هذه الآيات أيها الحبيب أكثر من قراءتها في ماء ولو استطعت أن تأخذ سبع ورقات من شجرة السدر فتطحنها وتضعها في هذا الماء فإنه مجرب كما يقول العلماء نافع بإذن الله تعالى، هذا الماء لو شربت بعضه واغتسلت ببعضه فإن ذلك نافع بإذن الله.

أكثر من استعمال الأدعية النبوية وهي كثيرة ومنها أن تقول سبع مرات بعد أن تضع يدك على المكان المتألم من جسدك أو المكان الذي أصابه الضرر (بسم الله) ثلاث مرات، (أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) سبع مرات، ومنها (اللهم رب الناس أذهب البأس واشفِ أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما) وأكثر من الدعاء ولو بألفاظ تأتي بها أنت، ليس فيها مخالفات شرعية، فكل هذه رقية شرعية صحيحة مقبولة، الرقية الشرعية تنفع مما نزل بالإنسان ومما لم ينزل به، فلو دوامت عليها وأكثرت منها فإنها نافعة بإذن الله تعالى، هذا الطريق الأول.

والطريق الثاني أن تطلب الدواء لدى الأطباء المختصين فإنه امتثال لقول النبي صل الله عليه وسلم "تداووا عباد الله"، وعلق قلبك بالله واعلم أن الله سبحانه وتعالى قد يبتلي الإنسان بالمرض والألم، ويكتب لذلك وقتاً محدداً لعلمه سبحانه وتعالى من مصالح هذا الإنسان وما يترتب على هذا الابتلاء من الخير، وكن مطمئناً لحسن تدبير الله تعالى ورحمته.. نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته أن يمن عليك بالعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً