الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دواء بروزاك هل هو فعال لرهاب الساحة والهلع؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: أشكر جميع من قام بإنشاء هذا الموقع المميز، وأسأل الله بأن يجزيهم خيـر جزاء، وأن يكتب لكم الأجر والثواب.

دكتورنا الفاضل، أنا أعاني من الخوف من الخروج من البيت، مثل قيادة السيارة أو الذهاب إلى المناسبات والأماكن العامة، وحتى الذهاب للمسجد أحس بخوف وهلع ودقات قلب سريعة ورجفة، وكأنه سيغمى علي.

أنا جالس بالبيت وعندي خوف من هذه المشكلة، وأريد أن أعرف تشخيص حالتي، وهل دواء بروزاك يفيد لمثل حالتي؟ وما هو تشخيص حالتي؟

بارك الله فيكم، وتقبلوا احترامي وتقديري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أنا قمت بالإجابة على استشارتك التي رقمها (2484410) منذ عشرة أيام تقريبًا، فأسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك، وأنت الآن تسأل عن الـ (بروزاك) وتسأل عن تشخيص حالتك، وممَّا ذكرتَه من أعراض - أخي الكريم - الذي يظهر لي أنك تعاني من (قلق المخاوف العام) ويتجسّد ذلك أكثر في وجود نوبات هرع وهلع، مع رهاب الساح - كما تفضلت -.

أخي الكريم: لا تنزعج لكل هذه المسميات التشخيصية، فهي متداخلة جدًّا، ومتقاربة جدًّا، والمنهج العلاجي تقريبًا هو نفسه، طبعًا تحقير فكرة الخوف، مع تمارين الاسترخاء، وممارسة الرياضة، وحُسن إدارة الوقت؛ هي الأسس العلاجية المهمّة جدًّا.

كما أن تغيير المفاهيم الخاطئة مهمّة وضرورية، صاحب القلق والخوف والهرع يأتيه شعور دائم أنه سيفقد السيطرة على الموقف إذا خرج من البيت، أو قام بقيادة سيارته مثلاً، أو ذهب ليصلي مع الجماعة ... هذا المفهوم خاطئ، لن يحدث لك أي مكروه إن شاء الله تعالى، وأصلاً لا أحد من الناس يُلاحظ أعراضك، أعراضك خاصة بك.

أقول لك أخي سالم: هناك إجماع كامل من علماء السلوك أن هذه الأعراض التي يحس بها الإنسان مبالغ فيها. وقد قام أحد علماء النفس بتجربة عملية، تمثلت في أنه قام بتصوير نحو عشرين شخصًا من الذين يُعانون من قلق المخاوف - والرهاب الاجتماعي على وجه الخصوص - قام بتصويرهم عن طريق الفيديو دون علمهم، وهذا التصوير تم حين كانوا في مواقف اجتماعية فيها مواجهات، وبعد ذلك عرضَ عليهم هذه الفيديوهات، وأثبت لهم تمامًا أنه توجد مبالغة في أعراضهم أو مشاعرهم نحو الأعراض.

الذي كان يعتقد أن وجهه يحمرَّ أو به احمرار اتضح أنه لا وجود لهذا الاحمرار، والذي ذكر أنه يتعرّق كان التعرُّق لديه بسيط جدًّا، والذي تكلّم عن الرجفة لم تكن هناك رجفة حقيقية بمعناها الحقيقي، أو كانت بسيطة جدًّا.

هذه التجربة يجب أن تكون مفيدة لك جدًّا، بأن المشاعر التي تستقبلها مبالغ فيها، نعم هناك تغيرات فسيولوجية نفسوجسدية، هذا لا ننكره أبدًا، لأن المخاوف والقلق - أيًّا كانت - تُؤدي إلى زيادة في فعالية الجهاز العصبي اللاإرادي، وينتج عن ذلك إفراز مادة الأدرينالين، والتي يُعرف عنها أنها بالفعل قد تزيد من تسارع ضربات القلب وبقية الأعراض الأخرى.

إذًا عليك بالمواجهة - أخي الكريم - واستعن بالله تعالى، وتوكل عليه، ولا تعجز، ولا تحرم نفسك من فضل صلاة الجماعة، فيها خيرٌ كثير، علمًا بأن المسجد أصلاً هو مكان الأمان والاطمئنان، فيمكنك أن تبدأ بالصفوف الخلفية، ثم تتقدم الصفوف تدريجيًا إلى أن تكون خلف الإمام.

بالنسبة للـ (بروزاك): البروزاك هو ليس من الأدوية التي نعتبرها في القائمة الأولى لعلاج رهاب الساحة والرهاب، لكنه أيضًا فعّال وفعّال جدًّا، خاصة إذا وصلت الجرعة إلى ستين مليجرامًا يوميًا، والآن توجد دراسات أن تناول عقار (بروزاك/فلوكستين) بجرعة أربعين مليجرامًا مثلاً مع عقار (إفيكسور) بجرعة خمسة وسبعين مليجرامًا مفيدًا جدًّا لعلاج مثل حالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً