الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب الشعور بوخزات ونبضات في أنحاء الجسد؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 26 سنة، لدي خوف كبير من المرض، وأشعر دوما أني مريض، أشعر ببعض التنميل الخفيف ووخز ونبضات في أنحاء جسدي، ووخز في البطن على مستوى الكبد، وأحيانا في رأسي، يستمر لدقائق ويختفي.

راجعت الطبيب العام مرات عديدة، وقمت بعدة فحوصات وتحاليل، وأجريت فحصا بالإيكو على منطقة البطن، وأخبرني الطبيب أنها غازات، وأصبح الأمر يقلقني، وهناك من نصحني بالذهاب لطبيب نفسي، فأرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hassen حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يتحول الخوف الطبيعي من الأمراض عند البعض إلى خوف مرضي أو فوبيا، وهذا يؤدي إلى اضطراب مستوى هرمون السيروتونين الموصل العصبي في الدماغ، مما يؤدي إلى بعض الأمراض النفسية البسيطة والشائعة مثل التوتر والقلق والرهاب الاجتماعي والخوف المرضي، وحتى الاكتئاب، وتسمى تلك المجموعة من الأمراض ( العصاب ) neurosis، وذلك لتفريقها عن أمراض ( الذهان ) psychosis، مثل الفصام، وغير ذلك.

ومما يساعد في رفع نسبة هرمون السيروتونين بشكل طبيعي ممارسة رياضة المشي مدة ساعة على الأقل في الحدائق العامة والأماكن المفتوحة مع أسرتك، مع أهمية غذاء الروح كما نغذي الجسد، من خلال الصلاة على وقتها وصلة الرحم وقراءة ورد من القرآن والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن، ومن المهم الحصول على قسط كاف من النوم ليلا مدة لا تقل عن 6 إلى 7 ساعات، مع ساعة قيلولة ظهرا.

ولا مانع من زيارة طبيب نفسية وعصبية، حيث يبدأ علاج تلك الأمراض بالعلاج المعرفي والسلوكي، ويشمل فهم طبيعة المرض وكيفية التعامل معه، وهو جزء مهم جدا في العلاج، وقد يصف لك الطبيب أحد الأدوية التي تنظم مستوى هرمون السيروتونين في الدماغ، مما يساعد في علاج الرهاب والخوف المرضي.

وكثيرا ما يصاحب مرض القلق والتوتر والخوف المرضي حالة من تقلص القولون العصبي، وما يصاحبه من الشعور بالامتلاء ونوبات من الإسهال والإمساك والغازات، لأن القولون يحتوي على الكثير من المستقبلات العصبية التي تتأثر بالحالة النفسية، كما أن الحالة النفسية تتأثر بالقولون العصبي.

ومما يساعد في علاج القولون تناول كبسولات بروبيوتيك probiotic، وهي عبارة عن بكتيريا نافعة ضرورية لسلامة القولون، وللتخلص من الانتفاخ والغازات، كذلك يمكنك تناول ملعقة من مطحون بذور الكتان flax seeds وملعقة من بذور الشيا chia seeds، بالإضافة إلى ملعقة من مسحوق الصمغ العربي -كل هذه الأشياء موجودة لدى العطارين-، وهذه المواد طبيعية وفعالة في علاج القولون وما يصاحبه من غازات وانتفاخ وعسر الهضم.

والقولون عموما يحتاج إلى المزيد من تناول السوائل والألياف الطبيعية، من خلال تناول شوربة حبوب الشوفان والبرغل، مع الحاجة إلى تناول عصير اللحاء الداخلي لنبات الصبار عند خفقه في الخلاط مع القليل من العسل والليمون وأوراق النعناع والريحان الطازجة، مع عدم الإكثار من شرب الشاي والقهوة، لاحتوائها على مواد تؤدي إلى الإمساك.

نؤكد دائما على أهمية أخذ حقنة فيتامين D3 جرعة 300000 وحدة دولية، أو جرعة 200000 وحدة دولية حسب المتوفر، ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع الحرص على تناول مكملات غذائية، مثل: حبوب المغنسيوم 500 مج وحبوب الكالسيوم 500 مج وفيتامين C واحد جرام بشكل يومي لمدة شهرين أو أكثر، وهي موجودة في محلات المكملات الغذائية وفي الصيدليات.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً