الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعبت نفسيا، كيف أوفق بين بر والديّ وشفائي نفسيا؟

السؤال

السلام عليكم.

حالتي النفسية سيئة جدا، ذهبت لطبيب نفسي لمدة 4 سنوات على هذه الحالة، أنا أعتقد لأن هذا منذ طفولتي .. لا يهم ما يهم هو أن والديّ كلما أردت أن أبرهم وأحسن إليهم وأن أبدأ حياتي من جديد وأستغفر وأصلي وأبتسم وتتحسن حالتي نفسية يعودون ويزعجونني ويطلبوا مني أن أذهب وأجالس أناس أصبحوا يقربون لنا!

أنا لا أريدهم أن يؤذونني نفسيا بتصرفاتهم وكلامهم، ولا أريد أن أعود لحزني وأهلي يعلمون، ولكن دون فائدة! كلما أنسى موضوع وأبدا يعودون لذات الموضوع! تعبت من الكلام والشرح، لي 4 سنوات أخبرهم بما يزعجني ويعودون لذات الموضوع! أخبرهم أن هدفي رضا ربي، وأنتم أرضيكم وأبركم ولا يهمني الناس، وأشغل نفسي بما هو خير لي من أعمال دنيوية أو للآخرة، ولكن هم لديهم رضا الناس علي أهم من مرضاتهم!

تعبت منهم، تعبت من الكلام، أصبحت كالمجنونة أبكي وأضحك وخائفة، وهما يعلمون ولكن تعبوا معي، وتعبت وأنا أقول لهم أنني مرتاحة وسعيدة، ولكن لا أريد الذهاب إلى هؤلاء الناس، عندما يأتون أجالسهم وأقدم الضيافة لهم، ولكن لا أريدهم، لا أحبهم يأذوني حتى بنظراتهم، ولكن دون فائدة، والداي لا يهمهم سوى نظرة الناس.

أشعر أني سأجن أو مجنونة لا أعلم هل هذه أنا! لا أدري هل أنا شخص آخر! إذا تعبت من الكلام وأنا أشرح ذات الموضوع لا أمكث أن أعود وأتحسن قليلا وأسارع لبرهم، وأعود لصلاتي، وأشغل نفسي بالشيء الجيد .. يعود والداي لذات الموضوع فأحزن وأجن وأصبح عاقة وشبه مجنونة! لا أعلم .. لا أعرف .. دون شعور مني! مع العلم أني لست حقودة، وأتمنى السعادة لهؤلاء الناس، ولكن بعيدا عني.

أمي وأبي رائعان لكن هذه المشكلة تتعبني نفسيا إذا حللت كل مشاكلي السابقة، ولكني أصبحت الآن لا أطيق شيئا، ولا أحب الكلام ولا الجدال، حتى إني جلست أشهر دون خروج من منزل، وأسابيع دون الكلام ولا التواصل مع أحد، لم يعد يهمني شيء، كلما أبدأ من جديد أنكسر أكثر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Rozanah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بُنيّتي-، وأحمد الله تعالى أنك حريصة على بر والديك.

لا أكتمك كنتُ أحبُّ لو تذكرين لنا شيئًا عن نفسك، ككم عمرك، وهل تدرسين، وفي أي مرحلة من الدراسة؟ وهل هناك يا تُرى أحد في الأسرة غيرك ووالديك – حفظهما الله – ؟ ويا تُرى ما هي طبيعة هؤلاء الناس الذين يُريد والداك اللقاء بهم؟

وعلى كلٍّ: من الواضح أن هناك أناس يُريد والداك الاجتماع معهم والترحيب بهم، إلَّا أنك لا تُحبين لقاء هؤلاء الناس.

كنت أحب ألَّا أدخل في هذا الموضوع الذي لا تحبين الخوض فيه، إلَّا أنك كتبت لنا تسألين في رأينا، فلذلك أُجيب:

هناك احتمال – والله أعلم – أن والداك يُريدان أن يُشجّعاك على اللقاء بالناس، والغالب أنهما لا يقصدان إلحاق الضرر بك، فأنت ابنتهما، وأكيد أنهما يريدان لك الخير، إلَّا أنك – ولسببٍ ما – لا تُريدين اللقاء بالناس، وهذا رأيُك وخيارُك.

أقول أنه لسبب ما وأنت لا تحبين الاجتماع بالناس، فهل يا تُرى هو الخجل؟ أو رهاب اجتماعي وتجنب لقاء الناس؟ أو غير ذلك .. وعلى كلٍّ: هذه حياتك، وهذا قرارك، وبالتالي يمكنك الجمع بين الأمرين:
الأول: بر والديك، وكما يقول تعالى: {وصاحبهما في الدنيا معروفًا}، وذلك من خلال المعاملة الحسنة والإكرام إليهما.

وفي نفس الوقت يمكنك فعل الأمر الآخر، وهو فعل ما ترتاحين إليه من عدم لقاء هؤلاء الناس الذين يريدا والداك الاجتماع بهم، فهذا خيارك، وهذا ليس عقوق للوالدين والله أعلم.

أدعو الله تعالى أن يُريح بالك، ويُسعدك في الدنيا والآخرة، ويُعينك لتبري والديك، وفي نفس الوقت تعيشين حياتك المناسبة بالشكل الذي ترتاحين إليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً