الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تركت أصدقائي بسبب سوئهم وغيبتهم للآخرين، هل ما قمت به صحيح؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شخص هادئ جداً ، قليل الكلام، لست إنسانا اجتماعيا بدرجة كبيرة، ولكن أملك ما يكفيني.

كنت صديقا لبعض الشباب بشكل منفرد مع كل شخص فيهم، وكانت الأمور جيدة، ولكن بعد ذلك هؤلاء الشباب تعرفوا على بعضهم وكونوا صداقة قوية بينهم، ولكني لاحظت في هذا الوقت أنهم كانوا إذا لم يجدوا حديثاً يتكلمون به، يبدؤون بالكلام باستهزاء عن بعض الأصدقاء (وفي الحقيقة كلامهم سيئ عن الجنس والميول الغريبة لهذا الشخص بما ليس فيه، وهذا أغلب حديثهم عن الناس، وعن أنفسهم، ولم أكن أشاركهم بهذا الحديث، وكنت أكتفي بالسكوت أو الابتعاد، فأصبحوا لا يشاركوني فيه) فإذا ملوا من شخص بدءوا بآخر، في هذه اللحظة تداركت أن دوري قادم لا محالة، وخاصة أني لم أكن أسايرهم بالحديث، وإذا قطعوا علاقتهم مع شخص لم أكن أقطع، ويرونني معه، ولكن للأسف لم أقطع علاقتي بهم، ولكن كنت أتجنبهم.

وفي هذه الأثناء دخلنا نفس الكلية، وصار ما كنت أخشاه، فبدءوا يتكلمون عني بكلام قبيح سيئ (لا يرضاه الشخص لغيره) في غيابي أو حتى عند وجودي، ولكنهم في وجهي أعز الأصدقاء، وكلامهم جميل بكمية رهيبة أمام باقي الأصدقاء، وبمجرد الالتفات ينساب بعض الكلام بصفات سيئة إلى أذني.

وللعلم إن هذا الحديث يتكلمون به على أصدقائي القدامى أو حتى الجدد، ويتناوبون في من يترأس ويبدأ بهذا الحديث، وهذا كان في الفترة التي كنت فاقدا فيها للثقة بنفسي، فهزتني فترة طويلة -ما يقارب السنة والنصف- وساوس بأنه قد تكون موجودة بي هذي الصفات، بالرغم من معرفتي السابقة لهم، والحمد لله بعد فترة من البعد تبت وتقربت إلى الله، وهو أكرمني بفضله، واجتنبت الكثير من العادات السيئة للشباب في هذا العمر ( كالاستماع إلى الأغاني، وما هو أسوأ)، والله وفقني لذلك بطريقة عجيبة، والحمد لله أصبحت شخصيتي أقوى من السابق كثيرا، وعرفت نفسي وشخصيتي ونقاط قوتها وضعفها، وإلى الآن ما زلت أتعلم.

ابتعدت عنهم، ولم أستطع النفاق، ولا حتى المجاملة عند مقابلتهم، بحيث أصبح الحديث معهم يقتصر بالسؤال عن أحوالهم والدراسة فقط.

فأرجو منكم بأن تفيدونني ما هو الفعل الصحيح الذي يجب أن أقوم به معهم ولنفسي حتى أتخلص منهم؟ علما بأن القطع النهائي مستحيل (لأنهم مع في نفس الكلية) إلا إذا أراد الله ذلك.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك - أخي الكريم - في موقعك، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك.

حقيقة لقد أعجبنا حديثك، وطريقة تفكيرك، وقوة شخصيتك، وتحديد ما تريد بالضبط، ولعلك تعجب إذا قلنا لك إن ما قمت به هو ما كنا سنخبرك عنه.

نعم يا محمد : التعامل الصحيح مع هؤلاء يجب أن يكون بذات الطريقة التي قمت بها:

تواصل بلا عمق.

واتصال بلا إسهاب.

بمعنى التوقف في الحديث إلا ما يخص دراستك، وعدم المقاطعة التامة لهم، وعدم إعطاء أهمية لما يقال؛ لأنهم ببساطة يعتبرون هذا الكلام عاديا ومن قبيل السوالف أو الحكاوى، فلا تعر هذا اهتماما ولا تجعله في عقلك.

لكن نحب أن نضيف إليك أمرا واحدا وهو: أن الإنسان مدني بطبعه، قد لا يكون اجتماعيا بصورة كبيرة لكنه دائما يحتاج إلى من يفهمه ومن يتحدث معه، ومن يشاركه همه، ولذلك ننصحك باكتساب بعض الأصدقاء الجدد على أن يتصفوا بتلك الصفات:

1- الدين والخلق، ويمكن أن تختارهم من المساجد، وخاصة مسجد الجامعة .

2- التفوق والنجاح والإيجابية.

3- العمر المتقارب.

- الأهداف المشتركة.

وجود هؤلاء وإن قلوا سيكون عاملا إيجابيا زائدا عليك.

نسأل الله أن يوفقك وأن يرعاك والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً