الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدينا طفلة أتعبتنا بعصبيتها وصراخها بغير دموع

السؤال

ابنتي بعمر ٩ شهور، لاحظت عليها أنها عصبية طول الوقت، وأغلب وقتها تصارخ الصياح الذي بدون دموع، وتضحك نادراً.

تعبت منها، وبعضهم يقول: هذا من التسنين، وبعضهم يقول: هذا طبعها، علماً بأنها تحب الجوال وتسكت حين نشغل اليوتيوب!

ما هو الحل؟ لقد كرهت حياتي مع كثرة حماسي للأمومة، إلا أني كرهت كل شيء منها، فما الحل؟ علموني ماذا أعمل في هذا الأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Teef حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بالأخت الفاضلة عبر الشبكة الإسلامية.. ونشكرك على تواصلك معنا، وعلى طرحك لهذا السؤال.

حقيقة في سؤالك جانبان، الجانب الأول: هي الطفلة هذه التي بعمر 9 أشهر، والجانب الثاني هو صحتك أنت، فبالنسبة للموضوع الأول: طفلتك التي بعمر9 أشهر، ليس من الطبيعي أن يبقى الطفل بشكل عام كثير البكاء لمدة طويلة، إلا أن يكون هناك سبب ما، لا أقول: إنه التسنين أو إنه طبعها هكذا، فليس هذا من طبيعة الأطفال بالصحة السليمة، أنصحك إن لم يحدث هذا أن تعرضيها على طبيب أطفال ليقوم بفحصها لنتأكد من أنها سليمة معافاة، فربما يكون بكاؤها نتيجةً لسبب ما، حيث تعاني من ألم بشكل أو آخر، لن نخسر شيئاً إن لم يفحصها طبيب أطفال منذ ولادتها حتى الآن، فأنصحك بهذا أولاً.

الأمر الثاني: لاحظت أنك طالبة بعمر 23 سنة، فربما هذه هي طفلتك الأولى، وأريد أن أتنهز هذه الفرصة لأنبهك أن نسبة كبيرة من النساء عقب الولادة يمكن أن يصبن بما نسميه اكتئاب ما بعد الولادة، وربما هذا أحد الأسباب التي جعلتك تنزعجين جداً، كما وصفت في سؤالك من بكاء طفلتك هذه.

إذا كان عندك بعض أعراض الاكتئاب اكتئاب ما بعد الولادة كاضطراب المزاج وعدم الراحة، اضطراب النوم، فقدان الشهية للطعام، البكاء بسبب وبدون سبب، والنظرة السلبية المتشائمة والذي لمحته من خلال سؤالك حيث ذكرت أنك كرهت حياتك إلى آخره، بالرغم من حماستك للأمومة فشعرت بين حنايا سؤالك أنه ربما أنك مصابة باكتئاب ما بعد الولادة.

اكتئاب ما بعد الولادة ليس دليلاً على ضعف المرأة، وإنما بسبب الاضطرابات الهرمونية عقب الولادة، وبسبب الإجهاد والتعب، وبسبب أنك مسؤولة عن طفلة صغيرة، فيمكن كل هذه العوامل وعوامل اجتماعية وأسرية أخرى أن تكون وراء أسباب اكتئاب ما بعد الولادة.

قد تسألين كيف اكتئاب ما بعد الولادة والطفلة بعمر 9 أشهر؟
أقول لك نعم، اكتئاب ما بعد الولادة يمكن أن يستمر لسنة أو أكثر إن لم يعالج، والخبر الجيد أن اكتئاب ما بعد الولادة هو اضطراب نفسي يستجيب للعلاج بشكل جيد إن كان العلاج فعالاً.

أنصحك إن شككت بأنك ربما أنا لا أقول هذا أكيد، ولكن ربما أنك تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، إذا كان هذا شعورك فأرجو أن لا تترددي في أخذ موعد مع الطبيب النفسي أو العيادة النفسية أولاً ليؤكد التشخيص ثم إن تأكد التشخيص فسيصف لك الطبيب العلاج المناسب والفعال، والذي سيحسن من حالتك النفسية ويساعدك على رعاية طفلتك هذه، وعلى أيضاً متابعة دراستك، فليس الأمر سهلاً أن تقومي برعاية الطفلة وتتابعي الدراسة في نفس الوقت، إلا أن هذا ممكن إن شاء الله سبحانه وتعالى، ولكن لا بد من أن تكوني أولاً مرتاحة البال مطمئنة النفس في حالة صحية بدنية ونفسية.

أدعو الله تعالى أن يكتب لك الصحة والشفاء، والنجاح ويسعدك في تربية هذه الطفلة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً