الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أبر أهلي الذين يقللون من شأني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أهلي دائما يستفزونني بالكلام والأفعال، ويهملون دوري في الأسرة، مما جعل إخوتي يتعالون عليّ، وأهلي دائما يذكرونني بأخطائي الماضية، ويقللون من شأني، وأنا في خصومة دائمة معهم.

أيضا أنا أحب ديني كثيرا، وأحاول أن لا أقصر في أية عبادة، حتى البر، لكن أهلي بسبب تصرفاتهم جعلوني أحب الوحدة، علما اني أحب برهم، فما الحل؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك – أيها الحبيب – حرصك على بر أسرتك، وحرصك على القيام بحقهم عليك، وهذا علامة على كرم في أخلاقك وحُسن في إسلامك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وصلاحًا، وأن ييسّر لك الخير.

كما أننا نبشّرُك – أيها الحبيب – ببشارات الله تعالى التي بشّر بها عباده وأحبابه الذين يحرصون على طاعته، بأنه سبحانه وتعالى معهم، وأنه سيفتح أمامهم أبواب الخيرات وييسّر لهم أسباب السعادة، فقد قال سبحانه في كتابه الكريم: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، وبقوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف: 30].

فالحياة الطيبة – أيها الحبيب – جعلها الله تعالى جزاءً وجائزة للمؤمن العامل بالأعمال الصالحة، فنسأل الله أن يجعل لنا ولك منها أوفر الحظ والنصيب، فاحرص على البقاء على ما أنت عليه من الطاعات والإكثار من التقرُّب إلى الله تعالى والبر بوالديك وقراباتك.

وممَّا يُعينك على مواصلة هذا الطريق وعدم الالتفات إلى تعامل الآخرين معك: أن تتوجّه بهذا العمل نحو الله سبحانه وتعالى وتنتظر الثواب منه العاجل والآجل، فتذكُّر الثواب من الله يبعث الإنسان على إحسان عمله، غير آبه ولا مُلتفت لما يصدر من الآخرين، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا)، وربما يكون أهلك في البيت بتعاملهم الذي ذكرتَ يقصدون حثّك على ما ينفعك، أو أن يصدّوك عن نوعٍ من الزيادة والغلو أو الوقوع في الفخر (الكبر)، ربما يكون لهم شيء من هذه المقاصد، وإحسان الظنّ بهم أمر مطلوب، وهم أولى الناس بأن تُحسن بهم الظن، وأن تلتمس لهم المعاذير، ولكن على فرض أنك لا تجد لهم عُذرًا فينبغي ألَّا يحجزك تصرُّفهم عمَّا هو مطلوب منك، فالله تعالى يقول: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: 38].

والبر – أيها الحبيب – معناه: الإحسان القولي والفعلي، والبر بالوالدين يعني: إدخال السرور إلى قلبيهما بما يمكنك من قولٍ أو فعلٍ، وأداء الحقوق الواجبة لهما.

وممَّا ننصحك به – أيها الحبيب – أن تبحث عن الصحبة الصالحة والرفقة الطيبة، فإنها من أعظم الأسباب لتثبيتك على ما أنت فيه من الخير، فابحث عن الأصدقاء الصالحين واربط علاقات معهم، وأكثر من مجالستهم، وستجد -إن شاء الله- فيهم المعونة على الخيرات.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً