الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتوتر عند الصلاة بسبب خوفي من فقدان الطهارة!

السؤال

السلام عليكم.

قبل الوضوء أتوتر أو أفكر أني سأتوضأ، وأصلي بتوتر وأشعر بغازات، والأمر تطور وبقيت أشعر أني أريد التبول، وأصبحت في كل صلاة أتبول، وأستنجي وأتوضأ حتى لا يتسبب لي توتري في خروج شيء، وبعد مرات كثيرة بدأت بعدما أتبول وأنتهي وأقوم وأنا أنوي الوضوء أشعر بأني سأتبول ثانية، فأقول لنفسي لكي أكون في مأمن أتبول مرة أخرى، وأتفاجأ أني لا أريد التبول أصلا، فربما قعدت ثلاث دقائق أو أكثر في محاولة لإخراج ما تبقى من البول.

الشعور بأني أريد التبول ليس شعورا، فحسب بل حقيقة من كثر توتري أشعر أني على وشك الخروج، وعند الجلوس للتبول أتعب في محاولة إخراجه، وحصل معي هذا الموقف وتبولت وبعد ٥ دقائق مثلا لكي أتيقن من انقطاع البول والطهارة شعرت بأني أريد التبول مرة أخرى، فجلست للتبول مرة أخرى، وتعبت في محاولة إخراجه، بعد ذلك ذهبت أتوضأ ولكي لا أفاجأ بفقاعات في الصلاة جلست على قدمي لثوان فشعرت بشيء أنا لا أعلم هل هو بول خرج أم هو ماء! لا أريد التفكير في الأمر أصلا؛ لأني لم أبدل ثيابي فقط ذهبت واستنجيت ونويت نية الوضوء، وتوضأت وعند الوقوف للصلاة شعرت بشيء يخرج، وأنا متيقنة، ولا أعلم ما هو لكني تجاهلته تماما.

أنا أتوتر كثيرا في الصلاة أيضا حتى تنتهي، فأحرك يدي كثيرا في الثانية الواحدة مرتين، مرة أعدل الحجاب، ومرة أشد الملابس ناحية الفرج، ومن ناحية الدبر، أشعر بأنه إذا لم أفعل ذلك سوف يخرج شيء! بعد ما صليت ذهبت لأتبول لأجرب شعور خروج البول كي أتذكر، أخذت كثيرا حتى يخرج البول مني، هل يمكن أن أتبول ثم أتوتر ويخرج مني بول؟

أرجو منكم حلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك بنيتنا، ونشكرك على تواصلك معنا عبر الشبكة الإسلامية، كما أحمد الله تعالى على حرصك على أداء عبادتك بالشكل الأنسب، ما وصفته إنما هو توتر وقلق متعلق بالطهارة والوضوء أثناء الصلاة، وكأنه بداية لما يمكن أن يتطور ويصبح ما يسمى بالوسواس القهري، حيث تأتي على الإنسان فكرة أنه ربما خرج منه شيء سواء بولا أو ريحاً أو غيرهما، وإنما هذا مجرد شعور من باب الحرص الشديد والقلق والتوتر.

وهذا الشعور وهذه الفكرة قهرية، بمعنى أنها ليست بإرادتك وأنت لا تريدينها إلا أنها تأتي هذه الفكرة ورغماً عنك دون إرادة منك وهي لا شك تزعجك وتقلقك وتجعلك تشكين في صحة صلاتك وعبادتك، وتحاولين دفع هذه الأفكار إلا أنها تلح عليك بشدة، وهذا هو تعريف الوسواس القهري الذي يمكن أن يقع أو يصاب به الإنسان.

لا أعتقد أنك الآن في هذه المرحلة تحتاجين إلى العلاج الدوائي، ولكن إن استمر الحال ولم تتحسن الأمور فمما يعين العلاج الدوائي، فهناك دواء يمكنك أن تأخذيه ليخفف عندك هذه الأفكار اللإرادية أو القهرية، ولكن قبل أن نصل إلى هذا أريد منك أن تقاومي مثل هذه الأفكار، فبعد ما تتوضئين تذهبين للصلاة دون إعادة مهما حصل، وخاصة إن كنت قد تبولت قبل أو قبيل الوضوء وانتهى الموضوع.

أما ما يمكن أن يخرج قطرة أو غيره أو مجرد شعور بهذا، فأرجو أن لا تعيدي الوضوء وألا تعيدي الصلاة، وما هو فوق قدرتك ورغبتك وإرادتك، فقد تجاوز الله تعالى عن هذا، رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، أنت في سن مبكرة ولا أريدك أن تستمري في هذا، كي لا يتطور ويصبح وسواسا قهريا شديدا؛ لذلك عليك الآن أن تشعري نفسك بالاطمئنان والهدوء طالما أنك تبولت وتوضأت تدخلين في الصلاة وانتهى الموضوع، هذا من جانب.

من جانب آخر أريدك أن تكوني أكثر فعالية من خلال الأنشطة والهوايات كالرياضة وغيرها والرسم وغيرها، وبحيث أنك تشغلين نفسك بأمور أخرى إيجابية تصرف عنك مثل هذه الأفكار. أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية، وأن يمتعك بأوقات ممتعة وخاصة مع نهاية العام الدراسي، وأنت على أبواب عطلة الصيف؛ فاستغلي هذا بتعلم أمور أو ممارسات لهوايات نافعة، وأرجو أنه إن استمر الحال دون تحسن أن تراجعي عيادة للطب النفسي في الكويت، وبإذن الله لن تحتاجي لهذا.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً