الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أصارح صديقي برغبتي بالزواج من أخته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذا الموقع الرائع، وجزاكم الله خيرا.

أنا شاب عمري 23 سنة، أعمل مصمم كتب للأطفال (عمل حر)، لدي صديق أعرفه منذ 8 سنوات وأنا أحبه في الله،عادة أقوم بزيارته عند أهله، فعائلته تعرفني جيدا ويستقبلونني أحسن استقبال، وأحب هذه العائلة في الله، لديهم ابنة تصغرني بثلات سنوات، ذات أخلاق متواضعة -على حد علمي- والتي هي أخت صديقي، وقد أعجبت بها أشد الإعجاب، لكني لم أكلمها قط، كنت أراها فقط عند زيارتي لهم.

أصبحت أفكر فيها طوال الوقت، لكن هناك مجموعة من الأسباب التي تجعلني أتردد في خطبتها، وهي أنها ليست متحجبة، وأخبرني صديقي أنها لا تصلي بشكل مستمر، بل بشكل متقطع، أي أنه على ما يبدو لي أنها متوسطة الدين، كما أنني أخاف إن أخبرت صديقي بأنني معجب بأخته أن لا يتقبل الأمر وتتوقف صداقتنا، ولا أعلم إن كانت هي مرتبطة أم لا.

أنا متدين، ولدي نية حسنة في الزواج منها لأعف نفسي من المحرمات، كما أني أخاف أيضا أن لا تكون زوجة صالحة لي، لذلك دائما ما أدعو الله أن يهديها ويرزقني زوجة صالحة.

لا أستطيع تخيلها غير أنها زوجتي، والدها متدين ومن أطيب خلق الله، هل أتوكل على الله وأصارح صديقي بهذا مهما كانت النتيجة؟ أم يجب أن أنتظر لعلي أجد فتاة أكثر دينا؟ وهل الزواج هو القرار الصائب؟ لأن دخلي متوسط، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعد بها في دنياك وآخرتك.

أخي الكريم: إن الزواج الصحيح المستقر هو المؤسس على دين وخلق، والمعنى أن الدافع لك يجب عند الزواج أن يكون البحث عن صاحبة الدين والخلق، بوصلتك لا يجب أن تنحرف عن ذلك، أرشد إلى ذلك نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ).

والمعنى أن مقاصد الناس في الزواج تختلف باختلاف رؤية كل واحد منهم لكنها لا تخرج عن هذه الأقسام المذكورة، منهم من يبحث عن ذات الجمال، ومنهم من يطلب الحسب، ومنهم من يرغب في المال، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها، وهو ما رغب فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).

وظاهر حديثك أن ما جذبك إلى الفتاة ابتداء ليس كثرة الخلق ولا قوة الدين، فهي ليست محجبة ومتقطعة في صلاتها، وعليه فالراغب الأصلي من الزواج المطلوب ليس موجودا.

قد ذكرت أن والدها متدين وهذا يقودنا إلى سؤال آخر: هل تريد أن تتزوج الفتاة محبة في والدها؟ بالطبع هذا ليس مطلوبا منك ولا مقصودا شرعا.

قد نقول: إنك ترجو من زواجك بها صلاحا لها، بمعنى أن تدرك أنك لو تزوجتها لتغيرت للأفضل على يديك، فنقول لك: مرد هذا يختلف من فتاة إلى أخرى ونحن لا نستطيع أن نجزم بشيء هنا.

وعليه فإننا ننصحك ابتداء بما يلي:

1- لا تفكر في الزواج وأنت لا تمتلك مقومات الزواج المادية فإن ذلك مقعد لك عن العمل، وفوق ذلك مرهق لنفسك ولتدينك.

2- لا تبدأ مشروع الزواج إلا بعد استشارة صادقة من أهل المعرفة والحكمة.

3- الاستخارة يجب أن تسبق كل فعل.

4-أهلك يجب أن يكونوا على معرفة بالزواج.

5- البحث عن ذات الدين والخلق أولى.

نسأل الله لك التوفيق والسداد والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات