الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استنشقت دخانا بتركيز عال، فهل تاثرت خلايا جسمي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا مدخن، لكن لا أحس به في صدري، لكني أحرقت ورقة مبللة بالبنزين داخل برميل أسطواني وغطيته فانطفأت بحكم قلة الأكسجين، فأدخلت رأسي مرة أخرى لأشعلها، فاستنشقت الدخان الأسود بتركيز عال نسبيا، لم أحس بشيء حينها، لكن في الليل تهيجت رئتاي بالخشخشة التي لا تنقطع، ثم انقطعت، وفي الصباح أحسست كأن شيئا ثقيلا في صدري، كيف أعرف أن الخلايا لم تتدمر؟ وما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سليم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الحقيقة ما حدث معك من تنفس الدخان الأسود من البرميل مصادفة، عندما وضعت رأسك فيه لإشعال النار من جديد، يحدث معك كل مرة تدخن فيه سيجارة أو شيشة، لأن الشيشة والسجائر تولد غاز أول وثاني أسيد الكربون، وهما نفس الغازات في الدخان الأسود الذي استنشقته ولكن بكمية أقل.

والتدمير للحويصلات الهوائية والشعيبات والشعب الهوائية لا يكون تدمير كاملا، ولكن متدرجا، حيث تحتوي الرئتين على الملايين من تلك الحويصلات، ومع كل إشراقة شمس ومع التلذذ بالتدخين يتم تدمير بعضا منها، حتى يصل المدخن إلى حالة COPD أو حالة الالتهاب الرئوي الانسدادي المزمن، وفيها يتم تدمير معظم الحويصلات الهوائية تدميرا غير قابل للتجديد.

وأمامك الفرصة الآن سانحة للإقلاع عن التدخين، وحماية الرئتين من التدمير، وعلاج التهاب الرئتين، من خلال تناول مضاد حيوي مناسب وموسع للشعب، وسوف تستعيد الرئتين الحيوية الكاملة، وقد يكون استنشاق تلك الغازات بداية الإقلاع الحقيقي عن التدخين.

والسر في حالة الإرهاق والتعب المزمن والمزاج المتعكر هو: أن دم المدخن طوال الوقت محمل بالغازات السامة من أول وثاني أكسيد الكربون الموجودة في السيجارة، وهذه الغازات السامة تمنع الدم من نقل الأكسجين، لأن الهيموجلوبين له قابلية لتلك الغازات 210 مرة أكثر من قابليته لحمل الأكسجين مما يؤثر في النهاية على عملية إنتاج الطاقة في الخلايا، ويؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب والإجهاد، فيقوم الجسم بفعل شيء ما لنقل أكبر كمية من الأكسجين للخلايا ألا وهو زيادة نسبة الهيموجلوبين في كريات الدم الحمراء، كما يزيد معدل الترسيب HCT وتصبح النسبة أكثر من 50، بل تصل إلى 53، وهذه النسبة تؤدي إلى زيادة اللزوجة في الدم، لكثرة كريات الدم الحمراء إلى نسبة البلازما.

وعند التوقف عن التدخين وانخفاض أو انعدام مستوى أول أكسيد الكربون في الدم فلا حاجة لزيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم، وبالتالي تستقيم الأمور مرة أخرى، ولذلك يجب أن تعيد حساباتك مرة أخرى، والتفكير في الإقلاع عن التدخين، وهذا أمر يأتي بالإرادة والعزيمة والرغبة في الشفاء، والتخلص من سموم السيجارة، وهناك الكثير من الاستشارات التي تناولت مضار التدخين وطرق الإقلاع عنها، يمكنك الاطلاع عليها والاستفادة منها.

مع أهمية الإكثار من تناول عصير البرتقال والليمون لاحتوائه على فيتامين C، مع أهمية تناول قرص فيتامين C فوار أو عادي جرعة 1000 مج يوميا على كوب من الماء، والإكثار من تناول الفواكه ذات اللون الأسود، لأنها تحتوي على مواد مضادة للأكسدة، إذن الكرة في ملعبك، ولك أن تختار وقت الشفاء بنفسك، وكلما كان القرار سريعا كلما كان الشفاء ميسرا.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً