الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تفعلة الزوجة المبتلاة بزوج كثير الشك والريبة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي تتلخص فيما يلي :-
أنا متزوجة ولي ثلاث سنوات، وأعاني مشكلة مع زوجي من بداية زواجنا تقريباً، بالشك الشديد، ويمنعني من الخروج مع أهلي للأسواق، ويضع علامات على باب منزلنا حتى يعلم أني فتحته أم لا، ويتلفظ علي بألفاظ سيئة عن الشرف، وأن لي علاقات، ويحدد لي أسماء من العائلة بأن لي علاقة معهم، ويقصد علاقة غرامية، وإن ذهبت إلى أهلي ولم أرد عليه على هاتفي النقال يفسره بأني مشغولة مع شخص آخر على هاتف آخر، وفي الإجازات تجتمع عائلتي من مناطق مختلفة لمدة شهرين إلا أنا لمدة عشرة أيام، وأعود إلى المنزل بحجة ظروف عمله، وأطلب منه أن يذهب إلى عمله ويتركني عند أهلي ويرفض ذلك، وأتألم وأنا أشاهدهم سوياً وأشعر بأني أقل أخواتي حظاً؛ لأن أزواجهن يتركونهن ويذهبون إلى أعمالهم إلا زوجي، وتحملت كثيراً، وزادت المشاكل بيننا واختفى الاحترام والتقدير، وبعد سنتين من الصبر والمعاناة أخبرت إخواني بما يحدث وتحدثوا معه، ثم وعدني بالتحسن، ولكن بعد حوالي عدة أشهر عاد كما كان.

تعبت كثيراً ولم أعد أحتمل، كل شيء أقوم به يفسره بالشك، وكل شيء ممنوع، ناقشته وحاولت أكثر من مرة دون جدوى، ذهبت إلى أهلي، ثم جاء وأعادني ووعدني، لكن عاد إلى الشك، علماً بأن تصرفاته تغيرت إلى الأحسن قليلاً، وقبل أسبوعين جاءني ومعه جواله وبه مقطع فيديو به صورة فتاة ترقص، وقال: هذه أنت وشتمني، وعشت أسبوعاً سيئاً جداً وضربني، وقال: لن أعاشرك حتى تتبين الحقيقة، كأني أنا المذنبة، تفاجأت لم أتوقع أن الشك يصل إلى هذه الدرجة، ثم بعد أسبوع جاءني واعتذر مني، وقال: انسي الموضوع، بعد ما تأكد من الصورة باستخدام برامج توضيح وتقريب، لكن لا أستطيع، كرهت الزواج والبيت ماذا أفعل، أريد حلاً؟
علماً بأن لي ابناً منه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الأسيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الله سبحانه وعد الصابرين أجراً بلا حساب، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسي ما يجد من آلام وأتعاب، وما أحوج من صبرت إلى أن تحتسب وتصابر.

وإذا علمت المرأة في زوجها شدة الغيرة وكثرة الشكوك فعليها أن تبتعد عن مواطن التهم، فإن أسماء -رضي الله عنها- رفضت مسايرة الرجال، وقد عرف لها الزبير ذلك فأكرمها وأسمعها الطيب من الأقوال، ولا عجب فإن الكلمة الطيبة تريح النفوس وتصلح الأحوال.
ونحن ننصح من تبتلى بزوج كثير الشكوك بما يلي :
1-اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.
2-الابتعاد عن مواطن التهم.
3-عدم مقارنة زوجها بالآخرين.
4-عدم إخبار الزوج عن الملفات القديمة مهما ألح وتمادى في الإصرار.
5-عدم التعامل مع من لا يثق فيهم من الرجال.
6-عدم الرد على الهاتف ووضعه في الصالات.
7-الإكثار من قوله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام: (( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ ))[يوسف:18].
8-التعامل مع الزوج بالوضوح، وتذكره بالله مع الثبات على الحق وعدم تغيير الأقوال والعبث بالألفاظ.
9-قبول الاحتياطات التي يقوم بها إن كانت ستوصله إلى الاطمئنان.
10-تذكر إيجابياته وتضخيمها.
11-عرض ما يدل على أمانتك وعفتك أمامه.
12-مطالبته بمجالسة الأخيار.
13-تذكيره بأن عرضه مصان؛ لأنه يحافظ على أعراض الآخرين، والجزاء من جنس العمل.
والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً