الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياتي متوقفة تماماً بسبب الرهاب الاجتماعي.

السؤال

السلام عليكم.

أنا منذ عامين تقريباً كتبت استشارتي هنا تحت رقم 2392704 عن الرهاب الاجتماعي.

عندي مشكلة في التعامل مع الناس رغم حبهم واحترامهم لي، عندي حساسية مفرطة تجاه كل شيء، يعني لو سمعت كلمة ضايقتني أفكر فيها طوال اليوم، ولو كانت تافهة بالنسبة لغيري، أخاف من آراء الناس، وأتعامل معها بحساسية شديدة، وأخاف أن أشارك برأيي في أي حوار، وإذا تحدثت أتلعثم ويحمر وجهي وأتعرق، ويظهر شكلي كأنني أبكي.

عندما عرضت استشارتي من قبل كانت نصيحتكم لي بتناول عقار المودابكس، والبوسبار، وبالفعل داومت على تناوله لأكثر من عام تقريباً، لكن النتيجة لم تكن مرضية، كان هناك تحسنا ضعيفا جداً، ولذلك توقفت عن تناول العلاج بالتدريج على مدار شهرين تقريباً، تناولته لآخر مرة منذ حوالي ستة أشهر.

وحالياً أفكر في تجربة عقار الزيروكسات، ولكن لدي بعض الأسئلة، وأحتاج إلى نصائحكم حول هذا الأمر: حسب فهمكم لمشكلتي، هل هو الخيار الأفضل بالنسبة لي، أم هناك عقار آخر مناسب آكثر لحالتي؟ إذا كان هو الأفضل لي، فما هو الاسم التجاري لعقار الزيروكسات في مصر؟ وما هي الجرعة المناسبة لي؟ هل أتناول عقار داعم له مثل البوسبار، أو الموتيفال، أو أي عقار آخر تنصحونني به؟

بالنسبة للعلاج السلوكي: أعلم أهميته من ردودكم السابقة على استشارات مشابهة لاستشارتي، ولكن أحتاج للعلاج الكيميائي أولا، حتى أشعر بتحسن ولو قليلاً يساعدني بالبدء في العلاج السلوكي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ احمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك -يا أخي- في الموقع، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أخي بالفعل هذا النوع من الرهاب الاجتماعي يحتاج إلى العلاج الدوائي، وفي ذات الوقت يحتاج للعلاج السلوكي، وسوف أوضح لك فيما يتعلق بالدواء، عقار الزيروكسات والذي يسمى الباروكستين، يعتبر من الأدوية الجيدة والفعالة جداً لعلاج المخاوف والرهاب الاجتماعي أيا كان نوعه، وأنا أرى أن حالتك هي بسيطة إلى متوسطة، وأنصحك بتناول عقار زيروكسات سي آر، هذا نسبياً يعتبر طويل الفعالية وهو دواء جيد جداً، وتبدأ بجرعة 12.5 مليجراما يومياً لمدة شهر، ثم تجعل الجرعة 25 مليجراما يومياً وهذه الجرعة العلاجية استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تنتقل للجرعة الوقائية وهي 12.5 مليجراما يومياً تتناولها لمدة ستة أشهر، ثم تجعل الجرعة 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تجعلها 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أما أفضل دواء تدعيمي فهو عقار الرسبيريادون تتناوله بجرعة نصف مليجرام ليلاً لمدة 10 أيام، ثم تجعل الجرعة 1 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله، هذا هي الوصفة العلاجية التي أراها مناسبة جداً، والاسم التجاري للزيروكسات في مصر هو زيروكسات سي ار، ويمكن أن تسأل عنه دائماً تحت اسمه العلمي وهو باروكستين.

العلاجات السلوكية الأساسية هي علاجات بسيطة جداً مثل تحقير الفكرة، فكرة الخوف هذه، وأيضاً محاولة تصحيح المفاهيم، أولاً: لا أحد يقوم بمراقبتك وما تتصوره من تغيرات فسيولوجية تظهر عليك مثل التلعثم واحمرار الوجه والتعرق هذه مشاعر مبالغ فيها، مجرد -يا أخي- الاقتناع بذلك هذا يساعدك كثيراً، وأنا أنصحك بأن تبدأ مواجهاتك بالحرص على الواجبات الاجتماعية، مثلاً أن تزور المرضى، أن تمشي في الجنائز، أن تقدم واجبات العزاء، أن تصل أرحامك، أن تلبي دعوات الأفراح هذه من أفضل الوسائل العلاجية، كما أن الصلاة مع الجماعة في المسجد نعتبرها علاجاً سلوكياً فاعلاً جداً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً