الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي لا يقوم بواجباته الزوجية، فكيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم.

أعمل طبيبة استشارية، وزوجي موافق على عملي منذ زواجنا، وأشترك معه بمصاريف البيت، وأصرف على نفسي وأولادي، سافرنا للعمل، ووافق لي على الانتقال لمدينة أخرى تبعد 1000 كم، على أن ينتقل معي بعد فترة قصيرة، ولكنه غير رأيه وتراجع عن اتفاقه وتركني مع 2 من الأبناء (15 و 10 سنوات) لمدة 5 أشهر، بدون مصاريف ولا رعاية، ومصمم أن أرجع مصر بعد انتهاء العقد، وعلل ذلك بأنه لن يرتاح في المدينة الصاخبة، وقال: لن يصرف علينا طوال فترة العقد وهي: سنة.

سؤالي: هل أطيعه وهو لا يقوم بواجباته الزوجية؟ وما هي حقوق الزوجة؟ لأنه يتهمني بالفسوق والعصيان، مع أنني -والله- حفظته في بيته وماله وعياله، وسافرت معه لأساعده على مهام الحياة، هو دائما ما يسخر علي ويعيب في تربيتي ويعيب على أهلي كثيرا.

ما شكوته إلا من غلظته، وأنه لا يعاملني بالمودة والرحمة، بل أقدم له كل ما يطلب، ثم يقول يكفي أنني راض عنك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك أختنا العزيزة في استشارات إسلام ويب.

أولاً نشكر لك حرصك على أداء الحقوق الواجبة عليك لزوجك، وحرصك على إعانته ومشاركته في أعباء الحياة، وهذا كله دليل على حسن في ديانتك وأخلاقك، ونسأل الله تعالى أن يكتب لك الأجر، وأن يخلف عليك كل ما تبذلينه من جهد ومال ووقت في إعانتك أسرتك وزوجك، وكوني على ثقة من أن الله سبحانه وتعالى لن يضيع لك هذه الجهود، فقد قال الله سبحانه وتعالى: (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا).

الحقوق الزوجية لا شك -أيتها الأخت الكريمة- أنها حقوق مشتركة متبادلة بين الزوج والزوجة، والإسلام قائم على التوازن والعدل، فكل حق يقابله واجب، وقد ذم الله سبحانه وتعالى المطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون، فالإنسان المسلم رجلاً كان أو امرأة يجب عليه أن يقيم هذا الميزان بالقسط، فيعرف حقوقه ويطلبها ويعرف الواجبات التي عليه للآخرين فيؤديها، ولكن -كما تعلمين- قد أصيب كثير من المسلمين -رجالاً كانوا أو نساء- بالتقصير في معرفة ما عليهم، وبالتقصير ثانياً في أداء هذه الحقوق التي عليهم.

ونصيحتنا لك أن تحتسبي أجرك وثوابك عند الله سبحانه وتعالى وتحاولي استلطاف زوجك واستعطافه للحفاظ على بيتك وأسرتك، وهذا لا يعني ترك حقوقك التي لك عليه، ولا يعني جحد هذه الحقوق وإنكارها وإسقاطها، ولكن الله سبحانه وتعالى قد أرشد المرأة في كتابه الكريم إلى التنازل عن بعض حقها إذا خشيت على أسرتها من التصدع والتفكك والانهيار، فقد قال الله في كتابه الكريم: (وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ خَافَتْ مِنۢ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَآ أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ).

وأما بخصوص سؤالك عن حقوق الزوجة، فحقوق الزوجة هي المعاشرة بالمعروف، ومن ذلك النفقة بما جرت به العادة والعرف في مجتمعها من مثلها، ومن مثل الزوج، النفقات المادية والحقوق الزوجية الأخرى من المعاشرة وغير ذلك، ومن حق الزوج أن تطيعه فتبقى في بيته ما دام قائماً حق النفقة، ولا يجوز لها أن تخرج من بيته إلا بإذنه إلا لضرورة، وهذا كله ما دام قائما بالحق الذي عليه وهو النفقة، وإما إذا لم ينفق فليس له الحق في أن يمنع المرأة من الخروج من بيتها.

نصيحتنا لك أيتها الأخت العزيزة أن تكثري من دعاء الله تعالى بإصلاح زوجك، وأن تحاولي إصلاح الجانب الإيماني في زوجك وربطه بالله تعالى وتذكيره بالدار الآخرة، وإنشاء علاقات أسرية مع الأسر التي فيها أسر صالحة، وكل هذا من شأنه أن يصلح تعاملات زوجك معك، فإن الإيمان قيد الفتك كما قال الرسول صل الله عليه وسلم، نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً