الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الندم على رفض خطبة فتاة بعد رفض عائلتي لها

السؤال

السلام عليكم.

أنا صاحب الاستشارة رقم 2487146 سأقسم استشارتي إلى قسمين:

القسم الأول: لقد اتبعت نصائحكم واستشرت كل أفراد عائلتي وقلت لهم أنني مرتاح للفتاة وعائلتها طيبة، لكنهم رفضوا لسبب أنها غير جميلة، وذهبت للتزين قبل الرؤية الشرعية واخبرت النساء آنها ستخطب، وأنها كانت على علاقة بشاب سابقا في الجامعة وأوقفوها عائلتها.

استخرت الله عز وجل، واتصلت بزوج أختها وقلت له عندي ظروف ولن أكمل الخطوبة، فتقبل الأمر، لكن قريبي الذي توسط لي في الأول معهم غضب مني وجرحني بكلامه، وقال لي أنني لم أوف بوعدي واستهزأت بهم، وقطع علاقته معي.

أنا الآن في حالة نفسية سيئة جدا، وغضبت على عائلتي، وندمت لأنني اتبعت كلامهم ولم أفرض شخصيتي كما قال قريبي، والأسباب التي ذكروها لي بسيطة، وأني كنت موافقا ومقدما على الخطبة، فكما أشرت إليكم سابقا عندي سنوات وأنا أبحث، والآن كلما تذكرت الموضوع أصاب بخوف وذعر وقلق، وخائف من صدمة نفسية، وأصبحت أتفادى طريق قريبي وعائلة من خطبتهم.

لكنني استخرت الله، فهل اعتراض عائلتي هو نتيجة الاستخارة بالرغم من أن قلبي ارتاح للأمر كثيرا؟ أحيانا أقول أعود لأبيها وأخطبها، وأحيانا أقول سيرفضني بعدما كسرت خاطره، لكن سمعت أن أباها يأمل في أن أخطبها مرة أخرى، وقد كلمت عائلتي بهذا الأمر، وأختي أرشدتني إلى فتاة أخرى.

القسم الثاني: أنني مريض بالقلق والوسواس القهري، وأحيانا يحدث لي عجز نفسي وجسدي ولا أستطيع شراء المستلزمات إلا بصعوبة، وأفكر كيف سأتحمل مسؤولية الزواج وأنا بهذا الوضع. فهل أقدم عليه رغم ذلك؟ أرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي محمد- في موقعك إسلام ويب، ويسرنا معاودة التواصل معنا، ونحن نرحب بك في أي وقت، ونسأل الله أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك.

أخي الحبيب كما عودناك سنجيب على سؤاليك في النقاط التالية:
أولا: لا يعقب الاستخارة إلا الخير، ونحن نرى هذا القرار الذي أخذته هو الصائب لعدة أسباب، منها ما ذكرناه لك في المرة الماضية، ومنها أن مثل هذا الزواج الذي يبنى على عدم التوافق بين الأهل -وخاصة أهلك- يعقبه كثير من المشاكل، وقد جنبك الله إياها والحمد لله.

ثانيا: ليس من حق قريبك أن يغضب منك، فالبحث عن الزواج لا يعني الموافقة، بل هو توافق نفسي بين اثنين، قد ترفض المخطوبة أو يرفض الخاطب، وهذا أمر طبيعي، وليس فيه إي إحراج لأحد.

ثالثا: لا ننصحك البتة بمعاودة الكرة، ولا بالذهاب إليهم، والبحث عن ثانية تتفق عليها أنت وأهلك، وتشعر بارتياح أولا لها من حيث دينك وأخلاقك، ثم يوافق عليها أهلك هو الأولى بك والأفضل.

رابعا: قد تحدثنا معك في استشارة سابقة عن علاج الوساوس والقلق، نرجو أن تعيد الكرة في القراءة وستجد فيها بغيتك.

خامسا: الرزق مقسوم والعمل واجب شرعي عليك، اجتهد واعمل وأفرغ وسعك، واعلم أن الله سيبارك لك في رزقك، ونحن هنا نعطيك بشارة تعينك على ما أنت مقبل عليه، قد روى الترمذي والبيهقي وأحمد وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف". وهذا يعني أنك معان ما دمت تريد بزواجك العفاف يا أخي، قال الإمام المناوي في فيض القدير: هذه الثلاثة من الأمور الشاقة التي تكدح الإنسان، لولا أنه يعان عليها لما قام بها.

فاستعن بالله أخي فأنت معان، والنكاح من الأمور الجالبة للرزق كما قال أهل العلم، قال الطبري: واعلم أنه (الزواج) سبب لنفي الفقر.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يرزقك التوفيق في حياتك والسعادة في حياتك الزوجية، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً