الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب والقلق والرهاب، هل من علاج لهذه الأمراض؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 25 عاما، وأشعر أن لدي مشاكل نفسية كثيرة، لدرجة أنني لا أعلم من أين أبدأ، فأنا منذ 8 سنوات لم أخرج من المنزل تقريباً، يسيطر علي الاكتئاب والقلق والتوتر والرهاب الاجتماعي، أنا متأكد أن واحداً منهم هو المتسبب بباقي الأمراض، ولكن لا أعلم حتى أي منهم بدأ معي أولاً، ولا أتذكر أنني تعرضت لموقف تسبب لي بكل هذا.

أهلي يحبونني كثيراً والجميع يحترمني، أنا منذ صغري هادئ وغير جريء إطلاقاً، وعلاقاتي محدودة جداً، ولكن كانت تبدو الأمور طبيعية، منذ 8 سنوات أصبحت آكثر انطوائية، قلق وتوتر دائم، يزداد القلق كلما يزداد عدد البشر من حولي، أصبحت حساسا جداً، وأغضب لأبسط الأمور، أحب الناس ولكن يزداد قلقي وتوتري بمجرد مقابلتهم، وفوراً تظهر علي مظاهر الخجل كاحمرار الوجه والتعرق والتوتر وخفقان القلب والشعور بدوخة، ولا أستطيع تحمل تكلفة زيارة الطبيب النفسي.

حاولت كثيراً مواجهة خوفي وحضور المناسبات مثلاً أو صلاة الجماعة، لكن كانت تظهر لدي نفس الأعراض، وأهرب من المكان فوراً، لذلك أبقى دائماً وحيداً في المنزل، مع قلق أقل واكتئاب أكثر وشعور بالذنب على عمري الذي يضيع وأنا حبيس غرفتي، كرهت شخصيتي وشكلي وفشلي وحياتي، خذلت نفسي وجميع من حولي، أفكر أحياناً في تناول المخدرات لإنهاء القلق من حياتي، وأفكر أحياناً في إنهاء حياتي بذاتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك -يا أخي- في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية.

وصفك لحالتك وصف جيد جداً، وبالفعل كما تفضلت من الواضح أنه لديك شيء من الانطوائية والانعزالية، وهذه قد تكون مرتبطة بالبناء النفسي لشخصيتك وفي ذات الوقت لديك درجة بسيطة من الرهاب الاجتماعي، أيها الفاضل الكريم أنت تحتاج أن تعيد تأهيل نفسك، وأنت الذي تستطيع أن تغير نفسك، وهنالك -إن شاء الله تعالى- إجراءات بسيطة جداً، وبما أنك لن تستطيع أن تقابل الطبيب فأنا سوف أصف لك أحد الأدوية الممتازة والسليمة جداً، والتي -إن شاء الله تعالى- سوف تساعدك كثيراً في علاج هذا الرهاب والخوف الاجتماعي، ويمكن أن ندعم الدواء بدواء آخر.

من أفضل الأدوية التي سوف تساعدك عقار يسمى الزيروكسات مضاد للاكتئاب ومضاد للمخاوف خاصة الرهاب الاجتماعي، كما أنه يعالج الوسوسة والقلق، دواء متكامل جداً وأتمنى أن تلتزم بجرعته حتى تجني فائدته، تبدأ في تناول الدواء بجرعة نصف حبة أي 10 مليجرامات من الحبة التي تحتوي على 20 مليجراما، تناولها بانتظام لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة 20 مليجراما يومياً أي حبة كاملة واستمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين يومياً، يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة في أثناء النهار، وإن سببت لك نعاساً فتناولها ليلاً، هذه هي الجرعة العلاجية أي 40 مليجراما استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك انتقل إلى الجرعة الوقائية بأن تخفض جرعة الدواء وتجعلها 20 مليجراما يومياً لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها 10 مليجرامات يومياً لمدة أسبوعين، ثم 10 مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء، ويتميز الزيروكسات بأنه دواء سليم وفاعل وغير إدماني، ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن في بعض الأحيان، كما أنه بالنسبة للمتزوجين ربما يؤخر القذف المنوي قليلاً عند الجماع، لكنه لا يؤثر أبداً على الذكورية أو الإنجاب عند الرجل، هذا -يا أخي- بالنسبة للعلاج الدوائي.

إن شاء الله تعالى بعد أن تحس بالتحسن هذا قد يحدث لك بعد شهر من تناول الدواء، عموما ًحاول أن تخرج بقدر المستطاع الذهاب إلى المسجد صلاة الجماعة، تفقد أرحامك، جيرانك، الذهاب لأي مكان أي متنزه طيب، جلسة طيبة مع الأصدقاء، الأمر يتطلب منك التدريج، الدواء سوف يساعدك كثيراً لكن قرارك يجب أن يكون هو أن تخرج مما أنت فيه، ولا بد أن تمارس رياضة أي رياضة، رياضة المشي، رياضة الجري حتى في داخل الغرفة يمكن أن تقوم ببعض التمارين الإحمائية، أيضاً توجد تمارين نسميها تمارين الاسترخاء، هذه مهمة ومفيدة جداً لعلاج الوسوسة والقلق والمخاوف والاكتئاب، هنالك تمارين التنفس المتدرجة، تمارين شد العضلات وقبضها ثم إطلاقها، وتوجد برامج كثيرة جداً على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين المفيدة، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها 2136015 أرجو أن ترجع إليها وتستفيد من التوجيهات والتعليمات التي بها.

أخي الكريم: كن متفائلاً اجعل لحياتك قيمة، و-إن شاء الله تعالى- حياتك قيمة، طبعاً أحزنني جداً كلامك فكرت في تناول المخدرات، لكن -إن شاء الله تعالى- لن تقدم على ذلك، لأن الله لطيف بعباده.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً