الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يعرف الشخص أنه لا زال مؤمنا وهو موسوس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الإخوة المستشارين في شبكة إسلام ويب، جزاكم الله خيراً.

أنا أصلي وأقرأ القرآن، وأحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أرجو الإجابة بدون إحالة إلى فتاوى سابقة، ويفضل الإجابة من طبيب نفسي ومفتي دين.

أولاً: كيف أزيد إيماني وأصل لليقين الجازم في الدين؟ أريد ضابطاً أفرق به بين الذي يرد في ذهني من خواطر هل هي مجرد وسوسة أم حقيقة لا قدر الله؟ وكيف يعرف الشخص أنه على الإيمان وهو موسوس ولا تؤثر عليه الخواطر؟

سؤالي للطبيب، هل يكون من صور الوسواس إلقاء الأفكار فقط أم يأتي في صورة تصورات ومشاعر؟ وكيف يتم تشخيص الإنسان أنه مصاب بالوسوسة؟ وهل الموسوس يجد صعوبة في التيقن من الأشياء وجاهز للشك دائماً وسريعاً؟

أفتوني مع شرح واف ونصائح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مهند حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أفادك الشيخ أحمد سعيد الفودعي حفظه الله إفادة بليغة حول سؤالك الذي كان تحت الاستشارة (2487518)، وذلك منذ 10 أيام تقريباً، أرجو أن تسترشد بما ذكره لك، وتغلق باب الوساوس هذه.

من الضروري -أيها الفاضل الكريم- أن لا تحاور الوساوس، والحوار الوسواسي من أخطر الأشياء التي يمكن أن تثبت وتقوي وتجعل الوساوس أكثر استحواذاً، وحتى الأسئلة التي طرحتها حقيقة ربما يكون فيها شيء من الوسوسة في حد ذاتها، ونحن نحترم رأيك ونقدر استرسالك هذا، لكن سوف نكون حذرين جداً في أن لا نجيبك إجابات تؤدي إلى المزيد من الحوار الوسواسي، والذي ينتج عنه الاستحواذ الوسواسي.

الوساوس يجب أن يتم تحقيرها، وتجاهلها، واستبدالها بما هو مخالف لها، وبالنسبة لسؤالك حول صور الوساوس، الوساوس قد تكون في كل الأفكار، معظم الأفكار الوسواسية تكون حول الأمور الدينية، أو صور من صور العنف الذهني أو أمور جنسية وهكذا.

الوساوس أيضاً قد تأتي في شكل شكوك، وقد تأتي في شكل مخاوف، وقد تأتي في شكل تصورات، وقد تأتي في شكل مشاعر، فالوساوس لها عدة أصناف وأنواع، والوساوس قد تأتي أيضاً في شكل تصرفات وطقوس نمطية، أخي الكريم، فهي متعددة جداً.

الوساوس تتشكل وتتلون، وقد يتغير محتواها من فكرة إلى أخرى، يتم تشخيص الشخص بأنه مصاب بالوسواس بواسطة الطبيب النفسي المختص، وهنالك عدة أسئلة فنية مهمة جداً، وباختصار إذا كانت الفكرة متسلطة ومستحوذة ويكون الإنسان على قناعة مطلقة بأنها فكرة خاطئة وغير منطقية ويحاول أن يطردها لكنه يفشل في ذلك؛ لأنه حين يطردها سيصاب بالقلق، وهكذا بالنسبة للفعل الوسواسي، مثل غسيل اليد المتكرر خوفاً من الأوساخ إذا أحجم الإنسان عن ذلك سيصاب بالقلق والتوتر، السيدة التي دائماً تتأكد من أنبوبة الغاز هل هي مغلقة أم مفتوحة، إذا تركت هذا التأكيد والتكرار تصاب بالقلق.

إذاً الوساوس يؤمن صاحبها أنها سخيفة، يحاول أن يردها لكنه يفشل، وهذا ينتج عنه قلق، وتكون مستحوذة وملحة، الموسوس يجد صعوبة كبيرة في التيقن، ودائماً تجده جاهزاً للشك.

الرسول صل الله عليه وسلم نصح من أتاه من الصحابة من الموسوسين، بعض الصحابة رضوان الله عليهم أصابهم الوسواس، فالرسول نصحهم بأن يقولوا: آمنا بالله وينتهوا، أي لا تحاور لا تناقش، والإنسان يكثر من آمنت بالله والاستغفار.

أيها الفاضل الكريم، الوساوس الآن تعالج وتعالج بصورة فاعلة جداً، وأنا أقول لكل من يعاني من وسواس يجب أن يذهب ويقابل الطبيب النفسي، فالتدخل العلاجي المبكر يؤدي إلى نتائج رائعة جداً خاصة الأفكار الوسواسية.

بارك الله فيك، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً