الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من كثرة الوساوس والأفكار المزعجة؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من وسواس حاد وكثرة الأفكار المزعجة، مثلا إذا كنت في الشارع تأتي أفكار ومشاعر وسواسية أن الناس تشتمني، وهكذا أفكار تسلطية، مع أنني لا أصدقها، المهم أنها أفكار تسلطية وهمية كثيرة لا أستطيع التحكم فيها، حاليا أتناول دواء فلوكسيتين كبسولة واحدة، لكن لم أتحسن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Navas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نوعية الوسواس الذي تحدثت عنه يحمل أفكارا تسلطية كما تفضلت، وهي أفكار ظنانية وشكوكية، طبعاً يوجد ما يعرف بالوسواس الظناني أو الشكوكي، لكن الشكوك والظنانيات في الطب النفسي إذا كانت قوية وشديدة وتصل إلى مرحلة الارتياب، وأن الإنسان مقتنع بها اقتناعاً قاطعاً في هذه الحالة هي ليست وساوس، هي حالة نفسية أخرى.

عموماً إذا كان تقييم حالتك قد تم بواسطة طبيب نفسي وهو الذي وصف لك الفلوكستين فهذا أمر جيد، تحتاج لترفع الفلوكستين ليكون 40 مليجراما؛ لأن جرعة كبسولتين هي الجرعة العلاجية، وفي بعض الأحيان يحتاج الإنسان أن يدعم الفلوكستين بدواء آخر مثل عقار رسبريادون بجرعة 1 مليجرام ليلاً، لكن عليك أن تسترشد بالتوجيهات التي وجهها لك الطبيب المعالج.

بالنسبة لهذه الأفكار عليك أن تتعامل معها من خلال التحقير، أن تحقر الفكرة، أن تخاطب الفكرة وتأمرها بالتوقف، أن تقل: قفي قفي قفي، أنت فكرة حقيرة، أنا لن أهتم بك، ثم تستبدلها بفكرة أخرى، فكرة تكون أكثر معنى وجمالا وفكرة مفيدة، إذاً تحقير الأفكار إيقاف الأفكار، وصرف الانتباه عن الأفكار، والتمرين الآخر هو ما نسميه بالتنفير، أن تربط الفكرة هذه بشيء منفر، مثلاً تقوم بالضرب على يدك بشدة على جسم صلب كسطح الطاولة مثلاً حتى تحس بالألم، وتقرن الإحساس بالألم بالفكرة الوسواسية، وتكرر هذا عدة مرات، لأن إيقاع الألم على النفس يعتبر فعلا منفرا للوسواس، يضعف الوسواس؛ لأن النفس البشرية بطبيعتها تبغض الألم، أو مثلاً تقوم بشم رائحة كريهة وفي نفس الوقت تستجلب الفكرة الوسواسية وهكذا.

طبعاً هذا التمرين يتطلب أن تقوم بأدائه في المنزل، لا يمكن أن تؤديه في الشارع، ويجب أن تكون مسترخياً، بصفة عامة أيضاً حسن إدارة الوقت مهمة جداً؛ لأن الإنسان حين يتجنب الفراغ الذهني والفراغ الزمني لا تجد الوساوس طريقاً إلى نفسه، واحرص على ممارسة التمارين الرياضية، رياضة المشي رياضة الجري مهمة جداً، وأيضاً التمارين الاسترخائية مثل تمارين التنفس المتدرجة، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها 2136015 أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين، فيمكنك أن تسترشد بتلك الاستشارة وتستفيد منها كثيراً.

عليك أن تكثر من الاستغفار، ويعرف أن الصحابة الذين اشتكوا من الوساوس للرسول -صلى الله عليه وسلم- نصحهم الرسول بأن يتجنبوا بقول:" قل آمنت بالله ثم انته"، هكذا نصحهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أن يكرر الإنسان آمنت بالله آمنت بالله وينتهي أي أن لا يناقش أن لا يحاور، أن لا يعطي الوسواس أي أهمية، إن شاء الله تعالى من خلال هذه التوجيهات حين تطبقها سوف تجد أن هذه الوساوس قد انتهت.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً