الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعة الشمس تسبب لي الدوار والتعب فما تفسير حالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدأت مشكلتي سنة 2005، في فصل الصيف، حينها أصبت بدوخة شديدة دون ألم أو نبض أو خبط في رأسي، وفي اليوم التالي أحسست بتشوش الرؤية مع نقط و خطوط تتحرك أمام عيني، منذ ذلك الحين كلما سرت لبضع دقائق تحت أشعة الشمس أعاني من الدوخة مع مشاكل الرؤية.

ذهبت إلى العديد من أطباء الدماغ والجهاز العصبي، وقمت بعمل رنين المغناطيسي وتخطيط كهربائي للدماغ، و-الحمد لله- لا شيء يذكر، وصف الأطباء حالتي على أنها صداع توتري، والبعض قال صداع نصفي، والأدوية عبارة عن مضادات الاكتئاب، أو الصرع والايرغوتامين، وبسبب تناول الكثير من الأدوية أصبح لدي مشكل الجهاز الهضمي: انتفاخ، وغازات، وعسر هضم، ومغص في البطن.

طعامي عبارة عن أكل مسلوق ومطبوخ دون بهارات ودهون، زرت أطباء الجهاز الهضمي والباطنية، وقمت بعمل رنين مغناطيسي للبطن، وكذلك قمت بتحاليل شاملة ومتنوعة وعديدة، ولا شيء يذكر.

لم تعد حياتي كما كانت، أعيش في خوف وتجنب لأشعة الشمس ونفحات البرد لكي لا تأتيني أعراض الدوخة، أما عن النبض والخبط في رأسي، فقليل ما أصاب به بل نادرا.

أعيش في فوضى وفوبيا والخوف من الدوخة، حتى جهازي الهضمي أصبح هشا ولا يتحمل الأطعمة الدهنية، حتى المطبوخ والمسلوق يؤلمني عند تناوله، إعاني من كثرة التجشؤ، والغازات، وانتفاخ، ودوخة مصاحبة لألم في البطن.

فما تفسيركم لحالتي، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المعروف أن القولون يتداخل مع الحالة النفسية والمزاجية للإنسان، لأن معظم إفراز هرمون سيروتونين الموصل العصبي في الدماغ يكون من القولون وليس من الدماغ، ولذلك معظم من يصابون بأمراض الخوف المرضي أو الفوبيا لديهم أعراض قولون، ومعظم من يعانون من القولون العصبي لديهم قلق وتوتر وميول اكتئابية وخوف مرضي.

ومن المهم فهم هذه الحقيقة، والقاعدة العملية، وهذا ما يعرف بالعلاج المعرفي والسلوكي؛ لأن فهم طبيعة القولون وفهم طبيعة الأمراض النفسية مثل القلق والتوتر ووسواس المرض والاكتتاب يجعل الأمر اسهل في التعامل مع هذه الأمراض وعلاجها.

ومما يساعد في رفع نسبة هرمون سيروتونين بشكل طبيعي: ممارسة رياضة المشي مدة ساعة على الأقل في الحدائق العامة والأماكن المفتوحة، مع أهمية غذاء الروح كما نغذي الجسد، من خلال: الصلاة على وقتها، وصلة الرحم، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء، والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن، ومن المهم الحصول على قسط كاف من النوم ليلا مدة لا تقل عن 6 الى 7 ساعات، مع ساعة قيلولة ظهرا.

ومن الأدوية المفيدة في رفع مستوى هرمون سيروتونين، وعلاج امراض الخوف المرضي والاكتتاب وما يصاحبها من رعشة ودوخة وعدم الرغبة في الخروج خارج المنزل، دواء سيراليكس cipralix، والجرعات المطلوبة هي قرص واحد 10 مج لمدة شهر، ثم قرص واحد جرعة 20 مج لعشرة شهور، ثم قرص واحد جرعة 10 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول الدواء.

وفي علاج القولون يجب التركيز على تناول الكثير من الألياف في الطعام، والبعد عن البقوليات واللحوم الدسمة والمصنعة، والبعد عن وجبات المطاعم، والإكثار من شرب الماء، وتناول السلطات الخضراء، ومن المهم تناول كبسولات البكتيريا النافعة probiotic مرتين في اليوم لعدة أسابيع؛ وذلك لعمل توازن بكتيري في القولون مما يحسن عملية الهضم.

كذلك فإن الألياف الطبيعية موجودة في شوربة حبوب الشوفان والبرغل، ويفضل تناول عصير اللحاء الداخلي لبعض القطع من أوراق نبات الصبار عند خفقه في الخلاط مع الليمون وأوراق النعناع والريحان الطازجة، وتحليته بالقليل من العسل، ولا مانع من تناول حبوب duspatalin 200 mg مرتين في اليوم لعدة أيام، ثم عند الضرورة بعد ذلك، وحبوب ديسفلاتيل، أو حبوب الفحم لامتصاص الغازات.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً