الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بناتي يرفضن الرجوع إلي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ عشر سنوات انفصلت، وكان قد رزقني الله ثلاث بنات وكن صغيرات، أكبرهن عمرها 4 سنوات، ولجأت للقضاء لأخذ حقي، وكان طليقي محامياً، فقدر على إسقاط حقي، وكنت قد لجأت إلى التفاوض معه على أساس أن أربي بناتي ويعطيني ما يكفيهن فرفض، ورفض أيضاً أن يوفر سكناً؛ لأن والدي رفض بقاء بناتي معي في بيته، فاضطررت أن أعطيه البنات، ولم يكن لي عمل في ذلك الوقت، ولم أكن أنا التي طلبت الطلاق، وتحايلت عليه كي لا يطلقني، ولكنه قال: لن أستطيع الانفاق على بيتين، لأني سأتزوج، والزوجة الأخرى اشترطت طلاق الأولى.

وخلال فترة وجود بناتي معه كان يسعى لحرمانهن مني، لا أراهن إلا مرة في السنة في عيد الأضحى، ولمدة 4 ساعات، ولم يكن أحد من الأهل أو الأقارب يتدخل للصلح بيننا، إلا أحد أخويه فقد كان صالحاً، وكان ينصحه، ولكن لا يسمع كلامه.

المهم توفي طليقي منذ سنة وثلاثة شهور بالضبط، وسعت أرملته للسيطرة على ممتلكاته، واتفقت مع العم والعمة على إبعادي عن أي تواصل أو معرفة لحقوق بناتي، ووقف العم الصالح بجانبي بعد وفاة أخيه، إلا أنه بعد 15 يوماً من وفاة أخيه توفي هو في حادث سيارة، وبقي العم صاحب المصلحة.

لجأت إلى القضاء، فأصبحت وصية على بناتي، ولكن لم أستطع البقاء معهن في السكن، لأن أرملة والدهن استعانت برجال لخدمتها حتى حارس العمارة، وأخذت تحرض بناتي على كراهيتي، وتشوه الحقائق، حتى رفضن الرجوع إلي، ومن بينهن واحدة معاقة ذهنياً وتعاني من السكري، هي فقط تحبني، ولكن تبكي على أخواتها، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على الوفاء للبنيات، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك النية والذرية، ونسأل الله أن يرحم هذ الزوج رغم تقصيره، والظلم ظلمات يوم القيامة وقد مضى إلى ربه تبارك وتعالى الذي لا تضيع عنده مثقال ذرة.

إذا كان الزوج سيحاسب على هذه التقصير والظلم فإن العم سيجازى -بإذن الله تبارك وتعالى- على رغبته في الإحسان، واعلمي أن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله، ولا نملك إلا أن نوصيك بتقوى الله تبارك وتعالى، ثم الإحسان لهذه البنت المعذورة، ثم عليك السعي في الوصول إلى بنياتك الأخريات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يردع كل ظالم وظالمة.

ولست أدري متى يتعظ أمثال هؤلاء الظلمة؟ حتى بعد موت الزوج، حتى بعد أن تحصل مثل هذه المواقف التي ينبغي أن يعتبر فيها الإنسان، وإذا كنت -ولله الحمد- وصية على البنيات قضائياً، فأرجو أن تستمري في استئناف هذه الأمور حتى توضع الأمور في نصابها.

ورفض البنات يوشك أن يتغير -بإذن الله تبارك وتعالى-، وكما قلنا ضاعفي الرعاية لهذه المعاقة المريضة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي بناتك إلى الحق والخير، والسعيد هو الذي يتعظ بغيره، والشقي هو الذي يجعله الله عبرة وعظة لغيره.

أسأل الله أن يرحم أمواتنا وأموات المسلمين، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات