الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتغلب على وسواس الرياء ومشكلة غض البصر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم على هذا الموقع.

لدي مشكلة وأتمنى المساعدة، أنا شاب عمري 16 سنة، التزمت منذ فترة قريبة وواظبت على الصلاة في المسجد، ولا أحد من عائلتي وبلادي يصلي في المسجد.

مشكلتي في طريق المسجد الذي أسلكه يوجد مجموعة نساء عجائز يجلسن خارج بيوتهم، يشاهدوني دائما حينما أخرج من البيت إلى الصلاة، وكلما مررت منهم تنتابني الوساوس بأنني أنتظر مديحهم، وأفكر في حديثهم عني عند مروري منهم.

كيف أحل هذه المشكلة؟ وكيف يمكنني غض البصر في مدرستي وفي الحي ومع معلماتي وزميلاتي جميعهم غير محجبات، أسير وأخفض رأسي إلى الأسفل، وإذا مررت من امرأة أرى طيفها من الجوانب وأخاف من الإثم، ماذا أفعل -بارك الله فيكم-؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ف.م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب -ولدنا الكريم-، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك للخيرات، وأن يزيدك هدى وصلاحاً، ولقد سررنا كثيراً -ولدنا الحبيب- بما وصفت من فضل الله تعالى عليك وهدايته لك بأن أرشدك إلى طريق الالتزام لدينك وحبب إليك ذلك، وهذا من فضل الله تعالى عليك، ونسأله سبحانه وتعالى أن يزيدك من فضله.

فاعلم -أيها الولد الحبيب- أن الشيطان حريصاً كل الحرص على صرفك عن سلوك هذا الطريق الذي سلكته، فإن النبي -صل الله عليه وسلم- يقول: "إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه كلها"، ومن ثم فإنه يحرص على أن يفسد قصدك، أو إذا لم يستطع ذلك فإنه يبالغ في تحذيرك من الرياء حتى يخوفك من العمل الصالح، وقصده من وراء ذلك كله أن يقعدك عن الأعمال الصالحة التي تنفعك.

ولهذا نصيحتنا لك أن تستمر فيما أنت فيه من العمل الصالح، وأن تجاهد نفسك على إحسان النية وتصحيح القصد، ومما يعينك على إخلاص العمل لله سبحانه وتعالى أن تعلم بأن الناس لا يملكون لك ضراً ولا نفعاً، وأن توجيه النية والقصد نحو الناس يضرك ويوقعك في عقاب الله تعالى وشديد عذابه، فإذا تذكرت هذين الأمرين متقابلين ووازنت بينهما، علمت بأنه ليس من العقل أبداً أن يقصد الإنسان بعمله غير الله تعالى.

واعلم -أيها الحبيب- أن حديث النفس بالرياء ورغبتها وتشوفها إلى ثناء الناس أمراً تحبه النفس، ولكنها تحتاج إلى مجاهدة وإصلاح، وبالثبات على هذا الطريق والاستمرار عليه ستجد نفسك -بإذن الله تعالى- مع مرور الوقت طيب النفس بالأعمال الصالحة من غير منازعة بداعي الرياء، فاستمر على ما أنت عليه من العمل الصالح ووجه قصدك لله سبحانه وتعالى، واستعذ بالله كلما داهمك وسواس الرياء، فقد علم النبي -صل الله عليه وسلم- أبا بكر أن يقول في الصباح والمساء: (اللهم إني أعوذ بك أن أُشرِكَ بكَ وأنا أعلمْ وأستغفرك لما لا أعلم).

وأما ما ذكرت من غض البصر؛ فإن الواجب عليك أن تصرف البصر إذا وقع على شيء محرم، أما النظرة الأولى التي تقع من غير قصد فإنك لا تأخذ بها، وأحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الدالة على هذا كثيرة، فلست مطالباً بأن تمشي وأنت مخفض الرأس للأسفل كما ذكرت في استشارتك، ولكنك مطالب بصرف نظرك إذا وقع على امرأةٍ أجنبية، فلا تتبع النظرة النظرة كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يوفقك ويتولى عونك ويثبتك على الحق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً