الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي رهاب اجتماعي ووسواس وعدم ثقة بنفسي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة بعمر٢٣عاماً، مقبلة على زواج إن شاء الله تعالى.

في طفولتي كنت خجولة، والكل من الأهل أو حتى الأصدقاء يعرفوني بهذا، لكن كان لدي الخجل الطبيعي، ومع الوقت تطور معي.

بالمناسبة أنا كنت أذهب عند أهلي وأقاربي، ولا أركز على خجلي، الآن أصبحت أتوتر عند الذهاب إلى أي أحد حتى أخواتي.

وصل معي الخجل إلى رهاب اجتماعي، وكثرة تفكير وتوتر، وعند ما أذهب إلى أي مكان كثيراً ما أوجه الكلام لنفسي، حتى أستعيد ثقتي بنفسي لكن لا فائدة، فسرعان ما أرجع مرة أخرى.

كما أعاني من عدم ثقتي بنفسي، مع أني -ولله الحمد- جميلة، لكن فكرة أن أرى التي في سني والتي أصغر مني تتكلم طبيعيا، وأنا لا أجيد التحدث وفتح مواضيع، لأني أركز على صوتي وعلى كل كلمة، وعلى حركاتي.

وصل معي الأمر أن أركز على أكلي أمام أي أحد، ويداي أحياناً ترتعشان من الخجل، وأتعرق حتى لو أكلم أحداً من أهل خطيبي، بحيث أني لا أعرف ما ذا أقول.

نبضات قلبي تزيد عند ما يأتون، ولا آكل أو أشرب أمامهم حتى لا أحدث صوتاً في الأكل أو الشراب، وخوفاً من تركيزهم علي حتى المكالمات الهاتفية.

أيضاً عندي رهاب من المكالمات، ونبضات قلبي تزيد قبل المكالمة، مع أني آخذ وقتاً قبلها، وأدرب نفسي حتى لا أرتبك عند مكالمتهم، وأيضاً أي شخص غريب، حتى في البيت أحياناً لا أستطيع أن أكون طبيعية أمام أخواتي، وأخجل من الأكل والشرب أمام أي أحد، وعندي رهبة أن أقابل أي أحد، سواء أقاربي أو غرباء، وكثيراً ما ألوم نفسي على ذلك.

أيضاً أعاني من كثرة اللعاب في فمي، منذ أكثر من سبع سنوات، فتزيد إحراجي أمام الناس.

ما نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في استشارات الشبكة الإسلامية.

أنت لديك درجة بسيطة إلى متوسطة من قلق المخاوف، وكما تفضلت منذ طفولتك كان لديك ميول المخاوف بصفة عامة، لأن الطفل الخجول كثيراً ما يكون هذا الخجل مصحوباً بشيء من المخاوف، وإن شاء الله تعالى أيضاً كان ولا زال لديك الكثير من الحياء، والحياء شطر من الإيمان.

أنت -الحمد لله تعالى- حباك الله بأشياء إيجابية كثيرة، وأنت الآن مقدمة على الزواج، أسأل الله تعالى أن يتم لك هذا الزواج على خير وبركة، ويجمع بينكما على الخير، وأنت بفضل الله تعالى خريجة أزهرية، فأنجزت كثيراً في حياتك.

قطعاً الخوف والخجل لم يكن معيقاً لك، وهذا شيء ممتاز، لكن بالطبع الإنسان يجب أن يرتقي بصحته النفسية، وهذا هو الذي تريدينه ونحن نؤيدك في ذلك تماماً.

أول خطوات العلاج يجب أن تحقري هذه الأفكار، وكل المشاعر السلبية الخجل، التعرق، تسارع ضربات القلب هي أعراض فسيولوجية مبالغ فيه، إذا أكثرت من المواجهات والتفاعلات الإنسانية مع الآخرين بالتدريج -إن شاء الله تعالى- هذا الخوف ينتهي.

أنا أريدك أن تعرضي نفسك لما نسميه بالتعرض في الخيال، بمعنى أن تتصوري نفسك وأنت أمام جمع كبير من الناس، أو في حفلة الزواج، أو طلب منك مثلاً أن تقدمي أي حديث أو برنامج أمام مجموعة من الفتيات في حضور بعض الأساتذة، هذا الخيال إذا عاشه الإنسان بدقة وجدية واستغرقت عملية التعرض هذه ربع ساعة على الأقل هذا يفيد كثيراً، وتكرر مثل هذا التعريض في الخيال وتعرضين نفسك لمواقف مختلفة، مثلاً ذهبت إلى التسوق وكان المحل مزدحماً، وفجأة سقطت امرأة أمامك، وكنت أنت الشخص الأقرب لها، وسعيت في مساعدتها حتى يأتي المسعفون، وخلافه هكذا، تتخيلين هذه المواقف الحياتية، وكما ذكرت لك مشاعر الارتعاش والخوف الزائد مبالغ فيها، وأنا أؤكد لك أن لا أحد يراقبك أبداً.

إذاً تحقير فكرة الخوف وتجاهلها نعتبرها علاجاً ضرورياً، مع الإكثار من المواجهات، فالتجنب يزيد الخجل ويزيد الخوف، سيكون أيضاً من المهم جداً أن تنخرطي في أي نشاط جماعي، مثلاً الانضمام لأحد حلقات القرآن هذا فيه خير كثير، وفيه تفاعل اجتماعي ممتاز جداً، وأيضاً على مستوى الأسرة لا بد أن تكوني فعالة لا بد أن تكوني مشاركة، لا بد أن تكوني دائماً تأتي بأفكار جديدة للتطوير الأسري وهذا إن شاء الله فيه خير كثير.

أنا سأصف لك أحد الأدوية الممتازة والسليمة جداً والمضادة للمخاوف وبما أنك مقدمة على الزواج أفضل أن تتناولي الدواء يسمى سيبرالكس، واسمه العلمي استالبرام، والجرعة المطلوبة هي تبدئي بنصف حبة 5 مليجرام يومياً لمدة 10 أيام، ثم اجعليها حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبه يوميا لمدة أسبوعين ثم نصف حبه يوما بعد يوم لمدة أسبوعين ثم توقفي عن تناول الدواء .

جزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً