الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حصل خلاف بيني وبين زوجتي بسبب أمي وأفكر في طلاقها

السؤال

أنا متزوج منذ سنة ونصف، ومعنا بنت، خلال فترة زواجنا كانت هناك خلافات بسيطة بين أمي وزوجتي، وسرعان ما تستقر الأمور.

كانت زوجتي تقول لي دائماً: لن أترك والدتك، وسأظل في خدمتها، ودون طلب منها ذلك، وكنت سعيداً بذلك، حتى سمعت بالمصادفة حواراً دار بين زوجتي وبين أختها أنها ترجو أن نترك بيت والدتي، ونعيش بعيداً عنهم، وأنها تدفعني لذلك من بعيد، وتتكلم معها عن والدتي بكلام غير لطيف.

هذا أحزنني كثيراً، وصرت أبتعد عن زوجتي دون إخبارها عن سبب ابتعادي عنها، مما أدي إلى عنادها معي، وابتعادها أكثر، وصارت تقول لإخوانها: إنها ستتعامل معنا بأسلوب سيء.

ماذا أفعل؟ هل أطلقها لأنها تضمر خلاف ما تظهر وتتكلم مع أهلها علينا بكلام سيء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأن يرزقك حسن بر والدتك والإحسان إلى زوجتك.

بخصوص ما تفضلت به فإننا نجيبك من خلال تلك النقاط:

أولاً: نحمد الله إليك وجود والدة لك على قيد الحياة، باب لك مفتوح للجنة، وندعوك -أخي- إلى الازدياد في برها، وحسن متابعتها، والاجتهاد في إرضائها فهي نعيم الدنيا لمن عقل، نسأل الله أن يبارك لك في عمرها.

ثانياً: جزى الله زوجتك خير الجزاء على قولها لك: (سأظل في خدمة والدتك) وقد ذكرت أنها قالت لك ذلك دون طلب منك، وهذا يدل على نبلها وخلقها وكرمها، فهي تعلم ونحن نعلم أن بر والدتك واجب عليك لا عليها، وليست مطالبة شرعاً بذلك، وكونها بادرت فهذا يدفعك إلى شكرها والإحسان إليها.

ثالثاً: ما ذكرته الزوجة لأختها هو أمر طبيعي، ليس فيه نفاق ولا كذب ولا خداع، فما من امرأة إلا وهي تحب أن تعيش حياتها مع زوجها وأولادها بهدوء، سيما وقد ذكرت أن هناك خلافات بسيطة تقع بين الفينة والأخرى بين زوجتك ووالدتك -حفظهما الله تعالى- ومن الطبيعي -أخي الكريم- أن تحدث المرأة نفسها وأن تأملها بالانتقال والعيش مع زوجها والأولاد، وهذا لا يعني بغض زوجتك لأمك، ولا يعني كذلك سوءاً أضمرته الزوجة بقدر ما يعني أمنية لها حقها فيها تماماً.

رابعاً: الجميل في زوجتك -أخي- أنها رغم تلك الأمنية إلا أنها متواصلة مع الوالدة، وتجتهد في برها، وهذا يعني أنها ومع أمنيتها لم تقصر، وأنها تجهد نفسها أكثر، وهذا كان ينبغي أن يقابل بالشكر منك والإحسان إليها.

خامساً: ما فعلته الزوجة كان رد فعل طبيعي على تغيرك، فهي في قرارة نفسها ترى أنها قامت بما عليها وما لا يجب عليها، وعوضاً عن التقدير الذي كان ينبغي أن تجده منك أنت تحديداً، وجدت ابتعاداً منك غير مبرر، فاتخذت ذات الأسلوب كرد فعل لما قمت به.

سادساً: أخي الكريم:

إننا ندعوك إلى ما يلي:
1- عدم الإفصاح عما قرأت لزوجتك، والتحجج بأن تغيرك في الفترة الماضية كان ناجماً عن مشاكل، وأنك تتأسف عن ذلك، وأنك تقدرها وتحبها، وحدثها بصراحة ووضوح على حرصك عليها واهتمامك بها.

2- اجتهد في الثناء عليها كلما فعلت لوالدتك أي شيء، واجتهد كذلك في بر أهلها ووالدتها والإحسان إليهم، فإن ذلك يدفعها إلى المزيد من الإحسان.

3- احذر -أخي- أن تتجسس على امرأتك، أو تحاول قراءة ما يدور بينها وبين أخواتها، فهذا فوق أنه محرم لا يجوز، كذلك هو موغر للصدور مفسد للعلاقات الزوجية، هادم لكل حياة مستقرة، فابتعد عافاك الله من ذلك.

أخيراً: -أخي- أنت سيد بيتك وقبطانه، ولك من الزوجة أولاد، وهي بالجملة محسنة إليك، فقابل ما صنعت بجميل ما تصنع لها، وأحسن إليها ما استطعت، ولا تفسد بيتك بنفسك، ولا تفقأ عينك بيدك.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً