الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكن أن أصبح داعية ولي تأثير على أصدقائي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المشكلة التي تواجهني هي ابتعادي وابتعاد أصدقائي عن الدين، منذ فترة حاولت التقرب إلى الله ببعض الأفعال، ودعوت أصدقائي معي.

ما يضايقني أنني أضع في بالي توقع وإقبال منهم، ولكنني لا أجد الإقبال المرجو، فالموضوع أصعب مما تخيلت، فما هو الحل؟ وكيف أدعوهم؟ وكيف أصبر على الدعوة؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك في عمرك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يجعلك من الداعيات الفاضلات الصالحات المصلحات.

أختنا الكريمة: من رحمة الله بنا أنه لم يربط الدعوة باستجابة المدعو، بل قال الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (إن عليك إلا البلاغ)، وعليه فالواجب على المسلم أمران:

1- البلاغ فيما يعلمه شرعًا.
2- عدم التوقف عن الدعوة.

هذان هما الواجب عليك -أختنا- كمسلمة، وبعد ذلك استجاب الناس أم لم يستجيبوا هذا ليس شأنك، وإن كانت القلوب تهفوا إلى حث الناس على الطاعة، هذا وقد ذكر أهل العلم، عدة قواعد في الدعوة لا بأس أن نذكرها لك:

القاعدة الأولى: ضرورة مراعاة المرحلة العمرية والنفسية لمن تدعوه، فالمراهق له حكم، والصغير حكم، وصاحب المزاج السيئ له حكم، والمعتدل حكم، وهذا يوجب على الداعية وأنت منهم أن يفطن لذلك.

القاعدة الثانية: التلطف بالمدعو والابتعاد عن الفوقية، فإذا شعر المدعو بأن الداعية يتعاظم عليه أو يتكبر، نفر منه، ولنا في رسول الله القدوة الحسنة، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس خلقًا، وكان لي أخ يقال له أبو عمير قال أحسبه قال كان فطيمًا، قال فكان إذا جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرآه قال: أبا عمير ما فعل النغير؟).

القاعدة الثالثة: ضرورة البحث عن العوائق، فلكل الناس ما يشغلهم ويهمهم، وعلينا أن نعلم أن المدعو يحتاج إلى تفهم هذا عنه، وأن ننصحه بما يقدر عليه ولا يعيقه.

القاعدة الرابعة القدوة: فكلما شعر الناس بأن صاحب الخير يفعله ويقوم به كان هذا أعون له على الاستجابة، يقول عبد الواحد بن زياد يقول: ما بلغ الحسن البصري إلى ما بلغ إلا لكونه إذا أمر الناس بشيء يكون أسبقهم إليه، وإذا نهاهم عن شيء يكون أبعدهم منه، وإن العالِم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما تزل القطرة عن الصفا، أي قطرة الندى عن الصخرة الملساء.

هذه بعض القواعد ويمكنك -أختنا- أن ترجعي إلى كتاب: أصول الدعوة، أو كتاب مدخل إلى علم الدعوة.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يكتب أجرك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً