الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصرفات ابنتي تحرجني فكيف نتعامل معها؟

السؤال

السلام عليكم.
تقبلوا احترامي.

ابنتي ذات ٥ أعوام ونصف، تركيزها منعدم في الحصص الصفية، لدرجة أنها دخلت للروضة لمدة عام ولم تستفد شيئاً، حيث تكون في حالة سرحان تام، كما أنها تحرجني كثيراً بتصرفاتها في كل اجتماع لنا مع أصدقائنا، وتعيد نفس التصرفات، رغم محاولاتنا الكثيرة لتقويم سلوكها، إلا أن استجابتها منعدمة، وتكرر نفس السلوك، حيث تقوم بتصرفات تدفع من حولنا لتقديم النصائح.

ابنتي لا تتفاعل مع البنات اللاتي في سنها، تجلس وحيدة ومنعزلة في الفصل، وبسبب تصرفاتها سرعان ما ينبذها زميلاتها في الفصل، فهي لا تزال تمص أصبعها عند النوم وأحياناً وهي مستيقظة، وكثيراً ما تضع أشياء في فمها، كالقلم الذي تأكله في كل حصة، وتخربش كثيراً على كتبها وطاولتها في الروضة، لا تخجل من خلع ملابسها أمام الغرباء، رغم أنني حاولت على مدار عامين تقويم هذا السلوك، ولكن دون استجابة كحال باقي سلوكياتها.

كثيراً ما تطلب الطعام من زميلاتها بالفصل، وتتناول الطعام بشكل محرج، تنتابها حالة من الصراخ لسبب تافه أو بدون سبب، وترفض الاستجابة لمحاولتي فهم أسبابه، وقد تجتاحها موجة ضحك غير مبرر وتستمر طويلاً بشكل غريب، تعتدي بالضرب على من حولها حتى أختها ذات الأشهر، ترفض الاستجابة لأوامر معلماتها، وتتقدم في الكتابة بصعوبة بالغة.

الطفلة انقطعت عن أمها لمدة ١٣ شهرا وهي ذات ٣ أعوام؛ بسبب عمل أمها في دولة أخرى، وتأثرت كثيراً بسبب ذلك، أحاول فهم أسباب ما هو حاصل بشخصية ابنتي، وأتمنى منكم تقديم النصائح لي، وترشدوني خصوصاً وأنها ستدخل المدرسة خلال شهر، وأتوقع أن يتم استدعائي كثيراً بسبب تصرفاتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أخي الفاضل عبر الشبكة الإسلامية، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، من الواضح أنكم تعانون كثيراً مع هذه الطفلة التي هي في السنة الخامسة من العمر، فما وصفته من ضعف التركيز والسرحان وتكرار السلوك غير المناسب، كأكل ما لا يأكل، وشراهة الأكل، والتصرفات غير الاجتماعية، وعدم مراعاة الآداب الاجتماعية، وأنها تجلس وحيدة لا تتفاعل مع الأطفال الآخرين، والضحك غير المبرر، وضرب الأطفال الآخرين، وصعوبات التعلم كالكتابة التي وردت في سؤالك، كل هذا -أخي الفاضل- يشير إلى وجود أحد الاضطرابات التي تصيب الأطفال في هذه السن المبكرة.

نعم.. يمكن لغياب الأم عنها في طفولتها هذه المدة الطويلة أن يكون له أثر، إلا أنه لا يفسر كل ما نراه من أعراض، وقبل أن نحكم على الطفلة بأنها تسيء الأدب أو غير متعاونة معنا ومع توجيهاتنا، يفيد أن نستبعد وجود مرض يسبب أو يقف وراء كل هذه السلوكيات، والذي أنصح به أخي الفاضل: أخذ موعد مع طبيب أطفال ليقوم بالفحص الشامل للطفلة، وخاصة مراحل تطورها النفسي والعاطفي، وطبيب الأطفال هذا يمكن أن يشرح لك ما يجده عند هذه الطفلة، أو قد يضطر أن يستشير طبيبا نفسيا متخصصا عند الأطفال.

أخي الفاضل: أن أهمية التدخل في هذه المرحلة المبكرة من عمر هذه الطفلة لأمر هام جداً، لأن ما سيحدث في هذه المرحلة يمكن أن يؤثر على كافة أمور حياتها في المستقبل، فأرجو -وأنت المدرس حفظك الله- أن لا تتردد أو تتأخر في استشارة طبيب الأطفال وربما الطبيب النفسي.

أدعو الله تعالى لك أن ييسر أموركم، ويعينكم على الوصول إلى معرفة أسباب مثل هذه السلوكيات، لنعمل على حلها بما يصلح حال هذه الطفلة، وبالتالي سيخفف الضغط والتوتر الموجود في الأسرة، والذي عادة يكون موجوداً مع مثل هذه الأعراض والتصرفات.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً