الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشك في زوجي ولا أملك دليلاً، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من وسواس شديد غير مرضي على زوجي، لأنني أشك بإعجابه بفتاة معينة، وهذا الأمر أثر سلبًا على حياتي وعلاقتي معه، فقدت ثقتي فيه رغم أنني لا أملك دليلاً ملموسًا، وتصرفاتهم طبيعية، وزوجي يعتبرها مثل أخته، لكنه يتجنب الحديث عنها أمامي، ولا يذكر اسمها، علمًا أن زوجي يخبرني بمن التقى دائماً عدا هذه الفتاة، قتلني الشك وأصبحت مهووسة، ماذا أفعل أرشدوني؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أنس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: قد أحسنت حين ذكرت علة ما أنت فيه وسببه، وكما يقال: التشخيص نصف العلاج، وما دمنا قد اتفقنا على أن المشكلة الأصلية تكمن في أمرين:

الوساوس وسوء الظن، فإن العلاج الطبيعي يكون في إزالتهما، أو التخفيف منهما على الأقل، وهذا هو الطريق، أما طريق التتبع، والتحري، والتقصي، ومحاولة ربط الإشارات، وتحليل الكلمات، فهذا -أختنا- عمل متعب ولا جدوى من ورائه إلا الأرق والتعب، وقد تخسرين زوجك وبيتك -لا قدر الله-، فانتبهي -يرحمك الله-.

الوسواس -أختنا- هو أحد الأسباب، ضعفت له فقوي عليك، ومن الطبيعي أن يفعل زوجك ما فعله؛ لأنه لا يريد أن يخسرك، كما لا يريد أن تستمر الحياة على هذه الطريقة المؤلمة، والواجب عليك أن تقاومي هذا الوسواس حتى تتخلصي منه.

ثانياً: هناك قاعدة لا يجب أن تحجبها معاناتك، وهي أن الوسواس تافه، وتافه جدا، ومتى ما فهمت طبيعته سهل عليك التخلص منه نهائيا -إن شاء الله- فطبيعة الوسواس أنه لا يستطيع أن ينتشر أو ينشط إلا في بيئة التفكير السلبي، ويعتمد على أمرين:
- إظهار ضعفك وخوفك.
- إضعاف ثقتك بنفسك.

فإذا حولت كل أمر سلبي إلى إيجابي، وتعاملت معه على أنه سخيف بكل وسيلة ممكنة منها الترديد باللسان، رددي لنفسك دوما: هذا وسواس، كلام فاضي، كلام سخيف، كل هذا نوع من التغيير المعرفي المهم جدًّا، فحين يستخف الإنسان شيئًا فسوف يحتقره، وحين يحتقره سوف يحدث ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، أي أن الوسواس يُصبح وكأنه ليس جزءًا من حالة الإنسان.

ثالثاً: احذري من الفراغ؛ لأنه البيئة السليمة لنمو الوساوس، اجتهدي أن تنظمي وقتك، ولا تخلدي للنوم إلا وأنت متعبة تماماً، مع المحافظة على الأذكار.

رابعاً: لا تسيئي الظن، وإن شككت لا تتحقي، تلك قاعدة اجعليها نصب عينك، ليس لأن الرجل لا يفعل الخطأ، بل لأن الوسواس سيوصلك إلى التعب والأرق، ووسيلة الشيطان حتى يعظم الوسواس هي التدقيق والتحقيق، وثقي أن الزوج متى ما رأى تغيراً في حياتك وتصرفاتك وعقلك، ويتأكد من ذهاب ما قد حل بك، هو نفسه سيتغير ويتحدث معك دون قلق عليك أو منك.

خامساً: اجتهدي في زيادة معتدل التدين عندك، وحافظي على الأذكار صباحاً ومساء، واجعلي لك ورداً ثابتاً من كتاب الله تعالى، كل هذه عوامل مساعدة تخلصك من الفراغ الذي يستغله الشيطان.

وأخيرا: نوصيك وصية استفاد منها كثير من الإخوة والأخوات، خلاصتها: كلما أتاك الوسواس بأمر فتجاهليه، ثم افرضي على نفسك ذكراً معيناً، كالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- 100 مرة، أو التهليل 100 مرة، أو التسبيح، أو غير ذلك من أمور الطاعة، افعلي ذلك وداومي عليه.

نسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً