الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي الأكبر ظالمٌ ولا يفكر في العواقب فكيف نتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم.

أريد مساعدتكم وتوجيهكم الكريم لي في مشكلة تتعلق بأخي الكبير، هو من النوع الذي يحب المال ولا يُفرط به مهما كان، وحالياً يريد الانفصال عن زوجته ويريد أخذ الأولاد منها، ولا يريد إعطاءها حقها من المؤخر ولا أموالاً أخرى والتي كان الاتفاق أن يسترجعها لها في وقتٍ معين.

ساعدته زوجة أخي في شراء منزل بقيمة 10000$ وكان الاتفاق أن يقوم بإرجاع المال عندما تتسنى له الفرصة، ولكن اتضح أنه لا يُريد ذلك، وللأسف يريد إثبات أي شيء عليها من شأنه أنها لا تستحق حقوقها ولا رعاية الأولاد، مما للأسف أصبح يُفكر في إثبات شيء دنيء عليها أنها على علاقة أخرى مع شخص غير أخي.

وأنا والعائلة جميعها نشهد لها بحُسن التربية والأخلاق والسمعة وأنها صابرةٌ جداً عليه، فعائلتي جميعها عارضته ولكنه مُصّر على رأيه، وأنه سيرفع قضايا عليها، حتى أمي أصبحت تدعو عليه للأسف.

نحن جداً متأسفون عليه، وهذه أبداً ليست من شِيمنا، ونحن لا نرضى الظلم لا لنا ولا لغيرنا أبداً، أنا وعائلتي بدأنا نفكر أنه بحاجة إلى طبيب نفسي، ولكن أيضاً أخي لا يرغب بالذهاب ولا الاستشارة أيضا.

برأيكم ما العمل معه حتى يرجع عن تفكيره ولا نخسره؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نشكر لك ولأسرتك حرصكم على تجنب ظلم هذه المرأة، وهذا دليل على حسن ديانتكم، وكريم أخلاقكم، كما أنه واجب يجب عليكم أن تقوموا به وهو تجنب ظلم هذه الفتاة أو الإعانة على ظلمها، أو التقصير في نصرتها إذا ظلمت فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه" يعني لا يتركه لمن يظلمه وهو ينظر مع أنه قادر على نصره، وأخوك الكبير هذا إذا فعل ما ذكرت فإنه ظالم، والواجب عليكم أن تنصروه بمنعه عن هذا الظلم.

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"، فاستغرب الصحابة كيف ينصرونه ظالماً، فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم: أن نصره حالة ظلمه بمنعه عن الظلم، فإن ذلك نصراً له، وهذا المنع أيتها البنت العزيزة يمكن أن يكون بوسائل اللين والرفق أولاً، وذلك بتذكيره بعاقبة الظلم، وأن الظلم ظلمات، وأن الظلم سريع العاقبة وأن الله قد يأخذه في الدنيا، فينبغي أن تستعينوا على وعظه وتذكيره بكل ما من شأنه أن يؤثر عليه من الأقارب، والأصحاب، أو سماع المواعظ أو نحو ذلك.

ثم إذا كان بحاجة إلى طبيب نفسي فإنه ينبغي أن يتحايل عليه بكل وسيلة لتحقيق هذا المقصود، فإذا لم يحصل شيء من ذلك ولم يمتنع عن ظلم هذه المرأة، فمن الواجب عليكم أن تنصروها إذا تعرضت للظلم حين لا يمكن نصرها إلا بكم، فإذا احتاجت إلى شهادتكم الواجب عليكم أن تبادروا بهذا الشهادة ولو لم تطلبها، وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم خير الشهداء بقوله: "ألا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها" فأفضل الشهداء الشاهد الذي يدلي بشهادته قبل أن تطلب منه ما دام في إدلائه لهذه الشهادة نصرة لمظلوم، وحفظا لحقوقه، فإذا فعلتم ذلك فإنكم أديتم ما عليكم، نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يهدي أخاك ويرده إلى الخير والحق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات