الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أصبح عالمًا في مجال الدين والفيزياء؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت أحب العلم والتعلم، وأريد أن أصبح عالمًا من علماء الدين وعلماء الفيزياء، وأن يكون ذلك في سبيل الله، فالسؤال هو: هل يمكن أن أصبح عالمًا من علماء الدين والفيزياء؟

وسؤال آخر: أيهما أكبر وأعظم أجراً عند الله تعالى، أن أصبح عالمًا في الدين وأتعمق في العلم الديني أكثر وأكثر وأترك الفيزياء، أم أن أصبح عالمًا في الدين والفيزياء ويكون ذلك في سبيل الله؟

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يجعلك من علماء هذه الأمة المصلحين، وأن يجمع لك بين خيري الدنيا والآخرة.

أخي: الجمع بين علم الفزياء وعلم الشريعة ليس متعسراً، ولكن تحتاج أن ترتب الأولويات حتى تستطيع أن تتقن العلم الشرعي دون أن تخل بالعلم الآخر.

والتجارب على الجمع بين العلوم الدنيوية والشرعية كثيرة جدًا، في القديم والحديث، وحتى لا ترهق تفكيرك خذ نموذجًا لواحد من علماء العصر، وهو الدكتور زغلول النجار، فهو متخصص في علوم (الجيولوجيا)، وحاصل على الدكتوراه في علوم الأرض من جامعة ويلز ببريطانيا سنة 1963م، ومع ذلك هو ملم بكثير من الأمور الشرعية، واستطاع أن يوظف علومه ويبرز بعض الإعجاز العلمي في القرآن، فكان موفقا في كثير مما ذهب إليه، وعليه فالجمع -أخي- ليس متعذرًا.

أما عن أي العلمين أفضل: فنقول لك ما قاله أهل الأصول: لا نذهب للترجيح إلا إذا تعذر الجمع، والجمع لا نراه متعذرًا -بفضل الله-، لكن إذا كان ولابد من أحد العلمين، فاعلم أن ما تحتاجه الأمة مما تقدر عليه هو الأفضل، فإذا كان هناك علماء الشريعة في بلدك والأمة تفتقر إلى متخصصين في علوم الفزياء وأنت تقدر على ذلك، فاعمد -بارك الله فيك إلى- هذه العلوم، وأتقنها إتقانًا كاملًا، واجعل نيتك أن يكون هذا العلم في خدمة دينك وأمتك، ساعتها تكون قد ربحت الفضلين وأخذت الأجر من الله على كل معلومة تتعب فيها وتحصلها.

على أن هناك مسألة يجب تجليتها وهي: الدعوة إلى الله واجبة على الجميع فيما تعلمه من أمور الدين، فابحث واطلب العلم الدنيوي، ولكن لا تترك الوعظ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما استطعت إلى ذلك سبيلًا.

كما أن تعلم ما لا يسع المسلم الجهل به واجب عليك، وإن كنت عالم فيزياء أو أي عالم آخر، عليك تعلم ما تصح به عقيدتك، وصلاتك، وزكاتك، وصيامك، وحجك، ومعالم الأخلاق، وكلها أمور لا تأخذ في تعلمها الوقت الكثير.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يجعلك من العلماء الكبار والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً