الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بمرض نفسي بعد وفاة والدتي، هل هو مرض مزمن؟

السؤال

لقد أصبت بمرض نفسي بعد وفاة والدتي في سن الـ ٢١، وشخصت الحالة على أنها اضطراب ذهاني حاد، وأدخلت مستشفى الأمراض النفسية الخاصة لمدة ٢٢ يومًا، وبعدها بعام انتكست عندما توقفت عن العلاج من تلقاء نفسي وأدخلت المستشفى مرة أخرى لمدة أسبوعين، وشخصت الحالة باضطراب وجداني، والآن أتابع مع طبيبي ومستمر في العلاج، فهل مرضي هذا مرض مزمن، وهل سأستمر طيلة حياتي على العلاج؟ وكيف أتعامل مع مرضي هذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أخي الفاضل عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الفاضل: أدعو الله تعالى للوالدة بالرحمة، وأن يُعينكم وأن يُصبّركم على وفاتها.

أخي الفاضل: الذي فهمته من سؤالك أن الوالدة – رحمها الله – تُوفيت منذ أربع سنوات تقريبًا، ومباشرةً أُصبتَ بحالة ذهانية اضطرتك لدخول المشفى للعلاج، حيث تمّ تشخيص الحالة الذهانية، وكان متوقّعًا مع إيقاف الدواء أن تنكص الحالة، وهذا ما حصل، فدخلت المشفى مجددًا بتشخيص الاضطراب الوجداني.

أطمئنك هنا أن الاضطراب الوجداني والذُّهان ليسا مختلفين، فالاضطراب الوجداني قد يظهر بشكل اكتئاب، وأحيانًا قد يظهر بشكل حالةٍ ذهانية.

أخي الفاضل: لا شك أنك تعلمت الدرس الهام من كل هذا، وهو ضرورة الاستمرار على الدواء وعدم إيقافه إلَّا من خلال استقرار الحالة النفسية لبعض الوقت، وبإشراف الطبيب المعالج، حيث هناك احتمال كبير بالانتكاسة مجددًا إن أوقفنا الدواء قبل أوانه أو بشكل سريع.

نعم – أخي الفاضل – مرض الحالة الذهانية بسبب الاضطراب الوجداني في الغالب هو مرض مزمن نوعًا ما، إلَّا أنه ليس لمدى الحياة، ففي وقتٍ ما ستتمكّن بإذن الله تعالى من إيقاف الدواء، ولكن بعد مرور وقتٍ كافٍ على وضع نفسي مستقر، والسؤال الصعب الإجابة عليه هو: إلى متى؟

حقيقة: لا أحد يستطيع تقديم الجواب على هذا السؤال، إلَّا أننا نتحدث عن استمرار العلاج لمدة سنة على الأقل، وأحيانًا أكثر، ثم يحاول الطبيب معرفة متى يمكنه تخفيف جرعة الدواء، وبالتدريج، فإذا مر الأمر بسلام فنعمّ بها، ودليلٌ على أنه يمكنه الاستمرار في تخفيف الدواء وإيقافه في وقتٍ ما، وإلَّا إذا انتكست الأعراض فهذا دليلٌ على أن العلاج لم ينته بعد، ولا بد من رفع جُرعة الدواء إلى الجرعة السابقة.

كنت أتمنّى لو ذكرت لنا أسماء الأدوية لكنَّا فصلْنا أكثر في الجواب.

المهم: أدعوك أن تتابع مع الطبيب المعالج، وأن تستمر على الدواء، وأدعوه تعالى أن يكتب لك الصحة والعافية والشفاء التام العاجل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً