الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إطلاق البصر وكيفية كبح جماحه

السؤال

السلام عليكم.

بفضل الله تخلصت من ذنب أدمنته لفترة طويلة وهو الأفلام الإباحية، وقطعت كل صلة بها، لكن بقي داخلي فضول لمشاهدة صورة ما أو فيديو غير إباحي صريح كالصور والفيديوهات على الفيسبوك أو الإنستجرام، أتوب عن هذا الذنب مرات، ولكني أعود مرة أخرى بدافع الفضول وليس الشهوة، والمشاهدة لا تتعدى عدة ثوانٍ وأندم فعلًا على هذا، وأسارع بالتوبة والاستغفار، والحمد لله مواظب على الصلوات والسُنن والقيام وأصوم الإثنين والخميس، فكيف أتخلص من هذا أيضًا؟

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: أنت في خير عظيم أن وفقك الله للعبادة والصلاة، والشعور بالذنب تجاه هذا الذنب، فهذا دليل على صحة قلبك ويقظته، وهذا يتطلب منك الدعاء بالحفاظ على تلك النعمة، والبُعد عن المعصية.

واعلم أن النفس لا تتجه نحو إطلاق البصر إلا بسبب فراغ القلب، يقول ابن القيم رحمه الله: (عشق الصور إنما تُبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى المُعرضة عنه المُتعوضة بغيره، إذا امتلأ القلب من محبة الله والشوق إلى لقائه دفع ذلك عنه مرض العشق بالصور)، فإذا امتلأ القلب بمحبة الله طرد تلك الشهوات من داخله.

ثانيًا: عليك بمجاهدة النفس وترويضها على بُغض المعصية، فإن النفوس كالأطفال الصغار إن دللتها زادت طلباتها وتكاسلت، وإن روضتها انضبطت وسهل تقويمها، وللأسف الكثير يستهين بتلك النقطة، إلا أنها في غاية الأهمية، وهي طريقة جذرية للتخلص من تلك العادة.

ثالثًا: عليك بالطرق البديلة في الابتعاد عن تلك العادة، كإشغال النفس بما هو مفيد لها، يقول ابن القيم: "من الفراغ تأتي المفاسد، وتتوالى المعاصي على العبد في سلسلة مدمرة، تُضعِف الإيمان في القلب وتبعده عن مولاه، فمن فرغ من عمل جاد مثمر فلا بد وأن يشتغل بما يضره ولا ينفعه"، وقد قال الشافعي رحمه الله: "نفسك إن لم تشغلها بالحق؛ وإلا شغلتك بالباطل".

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً